طفلي وأداء الصلاة بين العادة والعبادة

مروة حسن الجبوريّ/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 40

كيف نربي أطفالنا على التمسك بالصلاة، ونجعلهم مستعدين لإقامتها، لا مجرد أداء حركات سريعة يقومون بها؟ فبعضهم ينجرف وراء مشاغل الحياة، فيصبح تاركا للصلاة. فمنذ أول مرة يقف فيها الطفل باتجاه القبلة قاصدا وجه الله الكريم، من المهم أنْ نزرع فيه بذرة حب هذه الفريضة وعظمتها، فهي أول ما يقبل من الأعمال، وإنْ قبلت قبل ما سواها، فلابد من تكرار الأحاديث الشريفة التي تظهر فضل الصلاة في وقتها ومستحباتها؛ ليرسخ في قلب الطفل حب هذه الفريضة. من الممكن أن نبدأ بتدريب الطفل بشكل تدريجي على الصلاة قبل سن البلوغ حتى يعتادها، ويتعلم شروطها ومقدماتها، فعندما يشرح الأهل لأطفالهم أن الله تعالى أمر عباده بالصلاة من أجل تزكية نفوسهم، فهي تنهى عن الفحشاء والمنكر، فيكافئهم عليها لتزداد رغبتهم في أداء الصلاة. وهناك بعض الخطوات المفيدة التي تجعل الأطفال يهتمون بالصلاة، منها: 1ـ تهيئة السجادات المطرزة، والمسبحة الملونة، وكتاب تعليم الصلاة المخصص للأطفال الذي يعلمهم الصلاة بأسلوب قصصي ميسر وشائق. 2ـ إشراك الطفل في صلاة الجماعة التي تقام في المساجد والعتبات المقدسة يزرع في نفسه حب الجماعة والمشاركة مع الأعمار المختلفة. 3ـ الاستعانة بالله تعالى والدعاء للطفل بالتوفيق في العبادة، فدعاء الوالدين بحق طفلهما مستجاب. 4ـ متابعة أداء الطفل للصلاة ومحاسبته عليها قبل سن البلوغ، فقد ورد في الحديث الشريف: "إنا نأمر صبياننا بالصلاة إذا كانوا بني خمس سنين، فمروا صبيانكم بالصلاة إذا كانوا بني سبع سنين"(1). 5ـ تلقين الطفل أن الصلاة زينة المؤمن. 6ـ تكريم الطفل في حال عدم تأخير الصلاة أو التهاون في أدائها، بعد إعداد مفكرة خاصة بأوقات الصلاة في أيام الأسبوع لكتابة أدائه للصلاة في وقتها. 7ـ إفهام الطفل بأهمية الصلاة في وقتها؛ لأنها سترفع مع صلاة إمام زماننا (عجل الله فرجه)، فكيف سيكون ثوابها العظيم؟ 8ـ تعويده على تعقيبات الصلاة بشكل تدريجي؛ لما لها من الفضل والمنزلة عند الله تعالى، وإنْ كان الطفل لا يستطيع القراءة، فيمكنه الاستماع إلى الوالدين أو إلى مقاطع الفيديو أو التسجيلاتالصوتية، ومع التكرار، سيحفظها الطفل وتكون له وردا واحدا. 9ـ تعليم الطفل الدعاء للوالدين وللمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات بعد كل صلاة. إن هذه المفاهيم الأساسية في الأمور العبادية، ستصبح عادة سلوكية في حياة الطفل، ينشأ عليها، فتكون سلاحا يقاتل به الرغبات غير المشروعة، ووساوس الشيطان الرجيم. .......................... (1) الكافي: ج3، ص409.