رياض الزهراء العدد 78 واحة البراءة
التَّوأَمَان
يُحكى أنّ هناك توأمين اسميهما (حسن وحسين)، كانت أمّهم توقظهم من النوم كلّ يوم صباحاً، وتحضّر لهم الفطور وحقائبهم المدرسية وملابسهم، وبمرور السنوات اعتادا على هذا النمط بأن تتولى أمّهما ترتيب أمورهم حتى جاء يوم استيقظا من النوم متأخرين عن المدرسة، فصرخ حسن لقد تأخرنا، أين أمي؟ لِمَ لم توقظينا يا أمي؟ فركضا إلى غرفة أمّهم فوجداها مريضة في الفراش، فقال حسن: أمّي مريضة لقد أتعبناها كثيراً يا أخي، وحان لها أن ترتاح، فردّ حسين: نعم لقد كبرنا وعلينا الاعتماد على أنفسنا، ويجب أن لا نحمّل أمنا فوق طاقتها. فرتّب كلّ واحد منهما أغراضه وطعامه، وذهبا إلى المدرسة، وعند العودة شاهدا أمّهم تحضّر طعام الغداء لهما، فركضا إليهما وأرجعاها للفراش، وقالا لها: ارتاحي يا أمّنا نحن نحضّر الطعام بدلاً عنكِ، فأنتِ مريضة، ارتاحي ونامي ولا تقلقي علينا، لقد أصبحنا شباباً ونستطيع الاعتماد على أنفسنا. فرحت الأم لسماع كلام أبنائها فضمّتهم إلى صدرها الحنون، وقالت: لم يذهب تعبي عليكم سدى، وأتمنى من الله(عزّ وجل) أن يوفقكم يا أولادي.