شعبة فاطمة بنت أسد (عليها السلام) تقدم تأملًا قرآنيًا في محاضرة (فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ)

خاصّ مجلّة رياض الزهراء(عليها السلام)
عدد المشاهدات : 22

شهد حفل ختام الدورات القرآنية التي نظّمتها شعبة فاطمة بنت أسد (عليها السلام) للدراسات القرآنية التابعة لمكتب المتولّي الشرعي للشؤون النسوية في العتبة العبّاسية المقدّسة تقديم محاضرة قرآنية ذات أبعاد معرفية. قدّمت الأستاذة مريم الخفاجي محاضرة قرآنية متميّزة بعنوان (فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ)، استوحت مضامينها من قوله تعالى: ﴿فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا﴾ (الرعد:17)، موضّحةً أنّ هذه الآية تحمل تصويرًا بليغًا لتفاوت النفوس البشرية في قابليتها لتلقّي الفيض الإلهي من العلم والهداية، تمامًا كاختلاف الأودية في استقبال مياه المطر، فلكلّ وادٍ قدره وسعته. وبيّنت الخفاجي: "أنّ الماء في الآية المباركة رمز للعلم الربّاني، بينما الأودية تمثّل القلوب والعقول، فمنها ما هو واسع وعميق، ومنها ما هو ضيّق وسطحي، مشيرةً إلى أنّ الفيض الإلهي لا ينقطع، لكنّ القلوب هي التي تتفاوت في استعدادها للتلقّي. وأكّدت في محاضرتها أنّ السعي الحقيقي لفهم القرآن الكريم لا يكون عبر التلاوة فحسب، بل عن طريق تهيئة النفس، وتنقية القلب، وصدق النية؛ ليكون الإنسان مستعدًّا لأن يكون وعاءً لنور العلم الإلهي. مثلما طرحت مجموعة من الشواهد القرآنية والروايات الشريفة التي تؤكّد أنّ القابلية على الفهم والتدبّر مرتبطة بالسعي الشخصي والنية الخالصة، داعية الحاضرات إلى توسيع (أوديتهنَّ) الفكرية والروحية ليغمرهنَّ فيض القرآن الكريم، ويثمر فيهنَّ تغييرًا سلوكيًا وفكريًا. وقد لاقت المحاضرة تفاعلًا لافتًا من قِبل الحاضرات لما فيها من عمق قرآني، وتأمّلات تعزّز من فهم العلاقة بين الاستعداد الداخلي والعطاء الربّاني.