براعم الكفيل.. جيل واعٍ يُزهر في رحاب الخدمة الحسينية

ولاء عطشان الموسوي/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 54

احتفت شعبة مدارس الكفيل الدينية، التابعة لمكتب المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة، بتخريج دفعة جديدة من مشروع "براعم الكفيل"، وهو أحد المشاريع التربوية الرائدة الهادفة إلى بناء جيلٍ واعٍ، متمسّك بالقيم الإسلامية الأصيلة، ومُتسلّح بروح العطاء والخدمة الحسينية. أُقيم الحفل تحت شعار: "بخدمتي أرتقي"، واستُهِلّ بتلاوة عطرة من القرآن الكريم بصوت القارئة الطالبة ريحانة فراس عبد الأمير، أعقبها النشيد الوطني ونشيد الإباء. ثم ألقت السيدة بشرى الكناني، مسؤولة الشعبة، كلمة استعرضت فيها أهداف المشروع الذي انطلق عام 2024 بمشاركة 50 طالبة، وتوسّع في دورته الثانية ليضم عددًا أكبر من البراعم الواعدة. وذكرت أن "مشروع براعم الكفيل" يأتي ضمن سلسلة مشاريع تربوية وتنموية تهدف إلى أن يكون امتدادًا نقيًّا لرابطة "بنات الكفيل التطوعية"، يعكس مبادئها السامية، ويترجم رسالتها الإنسانية في خدمة المجتمع بروح العطاء والإخلاص، ساعيًا إلى تعزيز القيم النبيلة وبناء جيل واعٍ. وأكّدت أن المشروع يهدف إلى ترسيخ القيم الإسلامية والمبادئ الحسينية في نفوس الناشئة، وتنمية قدراتهم الفكرية والسلوكية، عبر تعريفهم بمفاهيم الثورة الحسينية وتعاليم أهل البيت (عليهم السلام)، وإعداد جيل يمتلك معرفة بدينه، وانتماءً لوطنه، ويتصف بالأخلاق الزينبية الرفيعة. كما يضم المشروع فتيات نشأن على محبة الإمام الحسين (عليه السلام) وخدمته، ونمّت روح العمل الجماعي والتطوعي في نفوسهن منذ الصغر، ليكنّ النواة الأولى في تجسيد الخدمة الحسينية بسلوك راقٍ وروح مخلصة. وفي كلمتها، أشارت إلى الهدف المنشود قائلة: "غايتنا مضاعفة عدد المشاركات للوصول، كمًّا ونوعًا، إلى 10,000 مشاركة بإذن الله، في محافظات الوسط والجنوب من عراقنا الحبيب، لبناء جيل محصّن فكريًا وعقائديًا وروحيًا، قادر على مواجهة الغزو الثقافي والإعلامي الذي يستهدف الأطفال والشباب، وتهيئة كوادر مستقبلية لإكمال رسالة مشروع رابطة بنات الكفيل التطوعية". استهدف المشروع الفتيات من عمر 9 إلى 12 سنة، وتضمّن منهاجًا متكاملًا في الجوانب الروحية والفكرية والسلوكية، شمل دروسًا في الفقه والعقائد والعقيدة المهدوية، والأخلاق والقرآن الكريم، إلى جانب محاضرات في الخدمة الحسينية، يتبعها تطبيق عملي داخل الحرم المطهّر، ما يجعل من هذا المشروع خطوة نوعية ضمن المسار الذي تتبناه شعبة مدارس الكفيل لإعداد كوادر نسوية فاعلة. كما توجّهت بالشكر لسماحة المتولي الشرعي السيد أحمد الصافي، لدعمه المستمر، وللكوادر التعليمية والأهالي الذين أسهموا في إنجاح المشروع. وعبّرت الطالبة **رقية ميثم** عن امتنانها للمشروع قائلة: "أقف اليوم، وفي قلبي مشاعر الفخر والامتنان، لأني اختيرت بعون الله وتوفيقه للمشاركة في هذا المشروع. تعلمنا حب أهل البيت (عليهم السلام)، ومعنى الخدمة الحقيقية في مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام). كانت الدروس في جانبين: نظري تعلمنا فيه القيم الإيمانية وحب أهل البيت وشرف خدمة زوّارهم، وعملي له طعم خاص، إذ صقل شخصيتنا وغرس فينا معنى الخدمة الحقيقية". وقدّمت الشكر للقائمين على المشروع، ووصفتهم بـ"المربين الذين غرسوا فينا بذور الخير". تلتها فقرة حوارية مؤثرة بعنوان **"قلوب صغيرة بأرواح كبيرة"**، شاركت فيها أربع طالبات تجاربهن في الخدمة الحسينية: طيبة أحمد قالت: "تعلمت الكرم والصدق واحترام الآخرين"، مريم عبّرت: "أشعر أنني جندية صغيرة للإمام الحسين (عليه السلام)"، كوثر تمنّت: "أن يتقبل الله خدمتي"، أما نبأ فقالت: "الخدمة علمتني العمل الجماعي والتواضع". ثم عُرض فيلم وثائقي بعنوان "براعم الكفيل.. زهور على أرض النور"، تناول مسيرة المشروع وتأثيره التربوي والروحي. وقدّمت مجموعة من الطالبات مسرحية بعنوان "بخدمتي أرتقي"، جسّدت قيم العطاء والولاء. كما شاركت والدة الطالبة زهراء حسنين، السيدة كوثر عمران محمد، بكلمة نيابةً عن الأهالي، أشادت فيها بالدور التربوي للمشروع، وختمت قائلة: "لتحصين أجيالنا القادمة بقوة الله والعقيدة الحق، أوصي نفسي أولًا، وكل أم، بأن تكن نصب أعيننا تلك الأم العظيمة أم البنين (عليها السلام) التي ضحّت بأربعة أولادها على أرض كربلاء. ولنقتدِ بأمهات شهداء الطف، اللواتي أسسن مدرسة الإخلاص والبذل والعطاء، فالله الله في نصرة مولاتنا زينب (عليها السلام)، وهذه النصرة تُترجم اليوم بتجديد النوايا والهمم، فكلما تجددت نوايانا واستقامت سرائرنا، أثمرت شجرة الخير والصلاح وحب الخدمة في نفوس أولادنا، فنبيض وجوهًا عند مولاتنا الزهراء (عليها السلام) وتتقبلنا بقبول حسن". وفي الفقرة الأخيرة، قدّمت مجموعة من الطالبات أنشودة "الخادمة الصغرى"، التي لامست قلوب الحاضرات، فطلبن إعادتها. اختُتم الحفل بتكريم الكوادر التعليمية والمشرفات، وسط مشاعر أملٍ وتفاؤلٍ بمستقبل هذه البراعم، اللواتي سيكملن مسيرة الخدمة الحسينية بوعيٍ وإخلاص.