عَبَقٌ مِن بَرنَامَجِ المُنتَدَى_ الصداقة الحقيقية
كثيراً ما نحتاج في محطات حياتنا إلى موضوع مهم، وتعامل أرقى، ينقلنا مع الآخرين إلى عالم آخر، هو عالم التقدير.. والمدح.. والثناء.. وقبول الاعتذار.. وقلة العتاب.. وكلّ ذلك نتزود به من فنون التعامل مع الآخر بمحورنا الأسبوعي (محور برنامج منتدى الكفيل)، والذي حمل عنوان (الصداقة الحقيقية) للعضو الجديد (أبو محمد الذهبي)، والذي أشار بكلماته فيه: إنّ الكثيرين منّا يحتاجون بين حين وآخر إلى شخص يستطيعون أن يرووا له قصة حياتهم بالتفصيل من دون الإحساس بالحرج، ويكون الشخص من الثقات، ومن الخطأ الاستسلام لفكرة عدم وجود صداقة حقيقية أو أنها عملة نادرة في طريقها إلى الزوال، بل على الشخص القيام بمحاولات جادة لإقامة صداقة على أساس سليم. وإنّ الصديق الحقيقي هو الذي يبقى قريباً من النفس على الرغم من كثرة مشاغل الطرفين، فتجده إلى جوارك أوقات المحن المادية والاجتماعية. وبدأنا مع المتصلة (أم باقر) التي قالت: الصديق الحقيقي: هو الذي يفيدك بعمله وصلاحه وأدبه وأخلاقه، وهو الذي يفرح إذا احتجت إليه، ويسرع إلى خدمتك دون مقابل، ويتمنى لك ما يتمنى لنفسه، ولأهمية الصديق ذكره الباري تعالى بقوله: (فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ)/ (الشعراء:100، 101). وتواصلت متصلتنا (زهراء ثامر) بقولها: نجد في وقتنا الحاضر أغلب الصداقات تميل إلى المادية لأسباب منها: إنّ أغلب الناس أخذتها دوامة الحياة بسرعتها وكثرة الالتزامات، وميل الناس إلى المنافع الآنية في أغلب الأحيان، ووجود وسائل التواصل الحديثة التي جعلت الصداقات متجددة ومتغيرة. وأضافت عضوتنا (حمامة السلام) بقولها: لا صداقة بين الرجل والمرأة، فالقرآن يصف الحور العين بتعبير (وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ)/ (النساء:25). والخدن= هو الصديق أو الصاحب. وأجابت عضوتنا (كربلاء الحسين) عن سؤالنا: إنّ هناك من يقول: جئت إلى العالم وحيداً، وسأبقى وحيداً، وكذلك سأخرج منه وحيداً..! وهناك نوع آخر يسهب بأن يعقد العلاقات والصداقات مع كلّ من هبّ ودبّ؛ ليكون الأكثر عدداً في الصداقات..! فقالت إنّ كليهما غير صحيح: فالاعتدال وكشف جواهر الناس ومعادنهم والتأني بإعطاء الثقة للجميع هو أمر حسن، ودليل على ثقافة الفرد ورقيه. وفتح لنا مشرفنا (خادم أبي الفضل) باب الصداقة والأطفال بقوله: على الأمهات والآباء أن يلتفتوا إلى مسألة زرع بذور حبّ الإنسانية وتعميق مفهوم الصداقة في نفوس أطفالهم وتوطيده وأن يشجعوهم على صداقة أبناء الجيران والأرحام، وأن لا ينقلوا لهم الحقد والغل؛ لأن الطفل صفحة بيضاء علينا أن نملأها بحبّ الناس. وتمم الفكرة عضونا (لواء الطف) بقوله: إنّ هناك حدوداً للبوح ببعض الأمور، فليس من الصحيح أن يبوح الإنسان بكلّ ما عنده لصديقه حتى لو كان مقرباً منه، فعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: "أحبب حبيبك هوناً ما، فعسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وابغض بغيضك هوناً ما، فعسى أن يكون حبيبك يوماً ما".(1) وأضافت العضوة (الكهف الحصين) برأيها: لكي تكسب الأصدقاء فلا تكن أنانيّاً معهم، بل تعامَل معهم بإيثار بأن تقدّم مصلحتهم على مصلحة نفسك عندما تشعر أنّهم بحاجة إليها. وأضاف عضونا (منير الحزامي) بردّه: من مفهوم الصداقة استفادت شركة الفيس بوك تجارياً وإعلامياً، فإنّ الموقع يقترح عليك صداقة جديدة وهي (صَدِيقُ صَدِيقِكَ) فإذا وافقت على هذا الطلب فقد زاد أصدقاؤك، وكلّما زاد الأصدقاء زاد دخولك على الموقع لترى ما هو الجديد من النشر فيه، وزاد ترتيبه عالمياً. وختمنا برأي عضوتنا (مديرة تحرير رياض الزهراء (عليها السلام)): الاعتماد على المعاملة الطيبة واللباقة في كسب الأصدقاء، والغضّ عن الإساءة غير المقصودة مع مراعاة تنبيه الصديق على أخطائه بطريقة لطيفة ومن باب الحرص عليه، كلّها أمور مفصلية في الحفاظ على الصديق. ................................ (1) مستدرك الوسائل: ج8، ص441.