نجاح المرأة بين الطموح والتحديات

على مر العصور برز نسوة حققن نجاحات يشار إليها بالبنان، فقد شاركت المرأة في مجالات مختلفة من العلوم والعمل، حتى في مجال السياسة، إذ يذكر القرآن الكريم الملكة (بلقيس) وملكها وعرشها وخضوع رعيتها لها، وامرأة فرعون التي اتخذت موقفا قويا تجاه السلطة آنذاك، واليوم تحقق المرأة النجاحات المستمرة في كل المجالات، فهي الأم المربية، والمسؤولة عن صلاح المجتمع، لكن التاريخ ظلم المرأة بقلة ذكر إنجازاتها ونجاحاتها، فكيف يمكن أن تحقق المرأة النجاح، وتبرز في ساحات الحياة في مختلف المجالات، سواء السياسية، والعلمية، والاجتماعية، وهل لدعم العائلة دور في ذلك؟ في هذا الموضوع استطلعنا آراء مجموعة من النساء الناجحات، فكان رأي التربوية وعضو مجلس محافظة كربلاء (إسراء النصراوي): تؤدي الأسرة دورا أساسيا في دعم المرأة على مختلف المستويات، سواء الاجتماعية أو النفسية أو الاقتصادية، مما يساعدها على تحقيق طموحاتها والتغلب على التحديات من حيث تعزيز ثقة المرأة بنفسها وتشجيعها على تحقيق أهدافها، وأيضا عن طريق خلق بيئة أسرية قائمة على الاحترام والعدل بين أفرادها، وتشجيع المرأة على التعبير عن أفكارها وطموحاتها بحرية، فتحقق طموحاتها بعملها، ونجاحها في مختلف مجالات الحياة، والاعتماد على نفسها، ودعمها لتحقيق التوازن بين حياتها المهنية والشخصية. وقالت فهيمة رضا، مدربة وكاتبة: عندما تصل المرأة إلى التصالح مع ذاتها وتتعرف على قدراتها، فسوف تستطيع أن تتلألأ في جميع الجوانب، وبالتأكيد هناك دور كبير للأسرة لتقدم المرأة أو تأخرها، لكن في النهاية المرأة لديها قدرات استثنائية، قادرة أن تبني ذاتها بذاتها؛ لأنها يجب أن تقف على قدميها بشموخ، والجميع يستند عليها. وشاركت آيات الخطيب، إعلامية وكاتبة رأيها: لا تقاس قدرة المرأة على النجاح بحدود مجتمعية، بل بمدى إيمانها بذاتها، وسعيها المستمر نحو التميز، فتبلغ قمة النجاح حينما تمتلك الإرادة الصلبة بسعيها للمعرفة، وتطوير ذاتها باستمرار، وتألقها في ميادين السياسة، والعلم، والمجتمع مرهون بإبداعها واجتهادها، وقدرتها على تجاوز العقبات، أما دعم الأسرة، فهو الركيزة التي تمنحها القوة والثقة لمواصلة المسير وتحقيق الإنجازات. بينما جاء رأي ميادة جعفر الجزائري، صاحبة مناحل (رحيق الكاردينيا): المرأة بصورة عامة والمرأة العراقية بصورة خاصة، قد أكرمها الله تعالى بالصبر والعطاء اللامحدود، وقدرة على التفكير، وإنجاز أكثر من مهمة في الوقت ذاته، بغض النظر عن بعض المجتمعات التي لا تتقبل عمل المرأة العاملة القادرة على التكيف والإنجاز في أكثر من مجال، إضافة إلى واجباتها المنزلية، بخاصة إذا كانت عائلتها ومحيطها من الداعمين لها، فعندها ستبدع وتنجح حتى في المجالات التي قد تكون مخصصة للرجال في بعض المجتمعات. اتفقت الآراء على أن نجاح المرأة يكمن في إيمانها بقدراتها، والسعي إلى تطوير ذاتها، والتزود من العلوم، إضافة إلى الصبر والتحمل لتتجاوز الصعوبات، وتؤدي مسؤولياتها بأفضل ما يكون.