حلم

أشواق فضل الدعمي/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 36

أخذ (خليل) يحلم بثياب جديدة كأقرانه الذين تهيؤوا لاستقبال العيد، لقد مر النهار شديد الوقع على قلبه الصغير وهو يراقب بعين اليتم ما يحمله الناس من حوله من أكياس تحوي ما لذ وطاب من المأكولات، وملابس جميلة بوجوه مستبشرة فرحة لا تعرف الهم. وعند الغروب ركن عربته التي يعتاش عليها هو وأمه بعدما توفي والده على أثر المرض في مكانها المعهود، ودخل بيت الصفيح الذي يقطنه هو وأمه، واستلقى ليستريح بعد عناء يوم عمل طويل، غطى نفسه بلحاف بال، وغرق في عالم الأحلام، فما دام هناك أحلام فليحلم ما يشاء، فهي الشيء الوحيد الذي ليس له ثمن. رأى في حلمه أنه في حديقة غناء، يتفيأ ظلالها الوارف حيث يشاء، وينصت إلى تغريد الطيور الرنانة، ويراقب ألوان الفراشات الزاهية، جلس على منضدة تتوسط الحديقة، وراح ينظر إلى نفسه تارة وإلى الحديقة أخرى، يا الله! كم هناك فرق بين الحقيقة والخيال؟ وبينما هو على هذا الحال، مر به رجل عليه من الوقار ما يجعل الشخص يصمت هيبة ولا يستطيع الكلام، مسح الرجل على رأسه بحب وحنان بابتسامة ملؤها الأمان، وذهب في طريقه. استيقظ (خليل) على صوت أمه وهي تنادي عليه: ولدي، قم وانظر ماذا جلب لنا أبناء الخير، إنه لحم الأضحية، وحلوى، وملابس جميلة لك. ارتسمت على وجه (خليل) ابتسامة عريضة، ملؤها الراحة والاطمنان، وأخذ يردد: شكرا، شكرا لك يا مولاي..