المباهلة: تجلي فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام)

إيمان صاحب الخالدي/ النجف الأشرف
عدد المشاهدات : 33

(المباهلة) أن يجتمع القوم إذا اختلفوا في شيء، فيقولوا: لعنة الله على الظالم منا(1)، و(المباهلة) حدث وثق لمناظرة الرسول (صلى الله عليه وآله) مع نصارى نجران الذين أصروا على اعتقادهم أن النبي عيسى (عليه السلام) هو ابن الله -تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا- وانتهت بالدعوة إلى المباهلة، ونزلت الآيات الكريمة بشأنها، فخرج النبي (صلى الله عليه وآله) مباهلا بابنته فاطمة الزهراء والإمام علي والحسن والحسين (عليهم جميعا صلوات الله وسلامه)، وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) المصداق الأوحد لمعنى (أنفسنا)، فولايته على الناس تمثل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وامتداد لرسالته الخاتمة، فقد سئل النبي (صلى الله عليه وآله) عن بعض أصحابه، فذكر فيه، فقال له قائل: فعلي؟ فقال (صلى الله عليه وآله): "إنما سألتني عن الناس ولم تسألني عن نفسي"(2)، وقال المأمون يوما للرضا (عليه السلام): أخبرني بأكبر فضيلة لأمير المؤمنين يدل عليها القرآن، فقال له الرضا (عليه السلام): "فضيلة في المباهلة، قال الله جل جلاله: )فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين( (آل عمران:61)، فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) الحسن والحسين (عليهما السلام) فكانا ابنيه، ودعا فاطمة (عليها السلام)، فكانت في هذا الموضع نساءه، ودعا أمير المؤمنين (عليه السلام) فكان نفسه بحكم الله (عز وجل)، فثبت أنه ليس أحد من خلق الله تعالى أجل من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأفضل، فواجب أن لا يكون أحد أفضل من نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله) بحكم الله (عز وجل)"(3). فكانت الكرامة لأمير المؤمنين (عليه السلام)، فهو نفس النبي (صلى الله عليه وآله) بإرادة الله تعالى، وكذلك النفوس التي خرجت مع النبي (صلى الله عليه وآله) جعلت أسقف النصارى يقول لأصحابه: (إني لأرى وجوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله، فلا تبتهلوا فتهلكوا، ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة)(4)، وقال النبي (صلى الله عليه وآله): "والذي نفسي بيده لو لاعنوني لمسخوا قردة وخنازير، ولاضطرم الوادي عليهم نارا، ولما حال الحول على النصارى حتى هلكوا كلهم"(5). ................. (1) شرح أصول الكافي:ج10،ص309. (2) بحار الأنوار: ج38، ص296. (3) المصدر نفسه: ج٤٩، ص١٨٨. (4) و(5) بحار الأنوار: ج21، ص277-278.