رياض الزهراء العدد 219 تاج الأصحاء
الإمساك: أسبابه، علاجه، طرق الوقاية منه
تتعدد مشاكل الجهاز الهضمي تبعا لأسباب عديدة، أبرزها عدم اتباع نظام غذائي متوازن وصحي، وتناول الوجبات السريعة الفقيرة بالألياف، والغنية بالمواد المهدرجة الضارة بسبب سرعة عجلة الحياة، فتتشكل أمراض عدة، منها الإمساك، وقرحة المعدة، والإسهال، وغيرها. سنسلط الضوء على مشكلة يعاني منها أكثر الناس، لاسيما الذين يقضون ساعات طويلة في العمل المكتبي، وكبار السن، وهي الإمساك، فما هو طبيا؟ إن تصريف المواد الزائدة من الجسم أقل من (3) مرات في الأسبوع، يعد من الناحية الطبية إمساكا، وهو عبارة عن صعوبة في عملية الإخراج، مصحوبا بالآلام، إضافة إلى الشعور بعدم إفراغ الأمعاء بشكل كامل بعد الخروج من دورة المياه. إن الطعام الذي نتناوله يمر بسلسلة معقدة ودقيقة في الجهاز الهضمي من دون أن نشعر، وفي كل محطة يمر منها الطعام، يتعرض لعمليات هضم وتكسير جزيئات وامتصاص، انتهاء بطرح الفضلات السامة إلى الخارج، في حين يعاني المصاب بالإمساك من بطء شديد في حركة الطعام عبر الجهاز الهضمي، مما يمنح القولون مزيدا من الوقت لامتصاص الماء، فيصبح الإخراج جافا وقاسيا ويصعب التخلص منه. أبرز أسباب الإمساك: 1ـ عدم شرب كمية كافية من الماء –الجفاف-. 2ـ عدم تناول كمية كافية من الألياف. 3ـ قلة النشاط الحركي، وعدم ممارسة الرياضة. 4ـ عدم تحمل الجلوتين في الطعام. 5ـ جرثومة المعدة والعقاقير الطبية المتعلقة بعلاجاتها. 6ـ متلازمة القولون العصبي (IBS). 7ـ اضطرابات الغدد الصماء، كقصور الغدة الدرقية، وداء السكري، وفرط الكالسيوم في الدم. 8ـ الاضطرابات العصبية بما في ذلك إصابة النخاع الشوكي، والتصلب المتعدد، ومرض باركنسون، والسكتة الدماغية. 9ـ الحمل، إذ كشفت الدراسات أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالإمساك، بخاصة في أثناء مدة الحمل بسب تغير الهرمونات. ينبغي الإشارة والالتفات إلى المضاعفات التي يسببها الإمساك المزمن في حال أهمل ولم يعالج، تتمثل في نشوء البواسير، الناسور أو الشقوق الشرجية، نزيف من المستقيم، تلف عضلات قاع الحوض، التهاب أكياس الرتوج حول القولون. طرق العلاج: ينقسم العلاج إلى جزءين بحسب شدة الإمساك ومدته، إن كان خفيفا أو متوسطا أو مزمنا. أولا: العلاج الوقائي البيتي: هناك قاعدة تقول: (إذا عرف السبب؛ بطل العجب)، فلابد من أجل الوقاية من الإمساك اتباع نمط حياة خاص، كالآتي: 1ـ تناول (2) لتر من الماء يوميا، مع الابتعاد عن العصائر المصنعة والمشروبات الغازية، والمشروبات الحاوية على الكافيين التي تسبب الجفاف. 2ـ تناول الأطعمة الغنية بالألياف، كالتمور، والبرتقال، والتفاح، والأناناس، والأفوكادو، والخضروات، والحبوب الكاملة، والتين والمشمش المجففين الحاويين على ألياف عالية، ونخالة القمح. 3ـ تجنب تناول اللحوم المصنعة، والأطعمة المقلية، والكربوهيدرات المكررة كالخبز الأبيض والمعكرونة. 4- ممارسة الرياضة، وتجنب الجلوس لمدة طويلة. ثانيا: العلاج الدوائي والجراحي: بعد إجراء الفحوصات اللازمة لمعرفة الأسباب، تعالج المشكلة بحسب رأي الطبيب المعالج، ومن العلاجات الدوائية: (لوبيبروستون- بروكالوبريد- بليكاناتيد- لاكتولوز- ليناكلوتيد)، وهناك مراهم موضعية لعلاج الناسور والبواسير، منها (proctoheal,angesid cream,fusidincream). أما الجراحة فلا يصار إليها إلا عند وجود مشاكل هيكلية في قولون المريض وأمعائه، كالانسداد المعوي، التضيق المعوي، هبوط المستقيم، البواسير، الناسور. ولا ننسى ما جاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "المعدة بيت كل داء"(1)، فالطعام السليم يبني جسما سليما. ............................. (1) موسوعة الأحاديث الطبية: ج2، ص406.