رياض الزهراء العدد 219 تاج الأصحاء
اللدونة العصبية (Neuroplasticity): كيف تعيد برمجة دماغك نحو السعادة؟
تعرف (اللدونة العصبية-Neuroplasticity) على أنها قدرة الدماغ على إعادة تشكيل الروابط العصبية استجابة للتجارب والتعلم، أي أن الدماغ يمكنه تغيير نفسه فعليا عن طريق الأفكار والعادات الإيجابية، مما يسهم في تعزيز السعادة. واللدونة العصبية هي إحدى أكثر خصائص الدماغ البشري الدالة على قدرته على تغيير هيكله ووظائفه استجابة للتجارب الجديدة، حتى التعافي من الإصابات، وتأتي برمجة الدماغ للحصول على السعادة عبر تعديل طريقة التفكير والعادات الذهنية التي تشكل التصورات والمشاعر اليومية، وهو أمر يعني إعادة ضبط الدماغ؛ ليكون أكثر استعدادا لاكتشاف الأمور الإيجابية، والشعور بالرضا. هناك أنواع عديدة من اللدونة العصبية، منها: 1ـ اللدونة الوظيفية: تحدث عندما يغير الدماغ الطريقة التي تعمل بها الروابط العصبية، بخاصة عندما يعاد تخصيص بعض الوظائف في حالة تلف جزء من الدماغ. 2ـ اللدونة الهيكلية: تحدث عندما ينمو الدماغ أو يعيد تنظيم الروابط العصبية نتيجة التعلم أو التجارب الجديدة. توجد مصاديق عديدة للدونة العصبية، منها التعلم، وتطوير المهارات، فكلما تعلم المرء شيئا جديدا، أو مارس مهارة معينة، تنشأ روابط عصبية جديدة، أو تعزز من الروابط القائمة، وأيضا إعادة التأهيل بعد الإصابة، إذ يمكن للدماغ تعويض التلف الذي يلحق به بإعادة توجيه الوظائف العصبية إلى مناطق أخرى غير متضررة، أو التخلص من العادات السلبية، كتوقف الشخص عن عادات غير صحية، فيمكن للدماغ أن يعيد تنظيم الروابط التي كانت تدعم تلك السلوكيات. يختلف الأفراد في قدرتهم وأساليبهم على إعادة برمجة أدمغتهم للحصول على السعادة، وهذا يعتمد على عدة عوامل، منها التجارب السابقة، فالأشخاص الذين مروا بتجارب سلبية أو صعبة قد يواجهون صعوبة أكبر بالتركيز على الإيجابية، لكنهم يستطيعون النجاح مع الوقت والممارسة. توجد العديد من الاستراتيجيات التي يمكن أن تعزز من الشعور بالسعادة وتحسن جودة الحياة، منها العطاء ومساعدة الآخرين عبر القيام بأعمال خيرية مهما كانت صغيرة، فتمنح شعورا قويا بالرضا والسعادة، وتقليل قضاء الوقت أمام الشاشات، والحد من استخدام الهواتف الذكية يمكن أن يساعد على التواصل بشكل أفضل مع العالم، والتعبير عن المشاعر والقيام بتدوينها لتخفيف الضغوط والتعامل مع التحديات بشكل أفضل، فضلا عن ممارسة الهوايات المختلفة كالرسم والطبخ للشعور بالسعادة، وخلق بيئة مريحة ومنظمة عن طريق ترتيب المكان الذي يعيش فيه الشخص؛ ليكون نظيفا ومريحا، فينعكس بشكل إيجابي على حالته النفسية، وكذلك قول (لا) لإثقال النفس بالمسؤوليات والالتزامات التي تستهلك الطاقة، و(نعم) للبهجة.