رياض الزهراء العدد 219 إسقاطات ذاتية
تسجيل الخروج
ما إن نهم بمغادرة وسائل التواصل الاجتماعي حتى تظهر لنا في أيقونة الإعدادت تسجيل الخروج، ثم أسقط هذا المصطلح على بعض العلاقات، سواء العائلية أو الاجتماعية، فيقال مثلا: سجلت الخروج من حياة فلان. ولكل خروج سواء كان طوعا أو كرها تبعات ونتائج قد تعود بالسلب أو الإيجاب على حياة الفرد. وفي حياة الأنبياء (عليهم السلام) هناك خروج أعقبه فتح مبين، كخروج النبي (صلى الله عليه وآله) مهاجرا سرا من مكة المكرمة بعد أن كذبه قومه وآذوه، وقد قال (صلوات الله عليه) بحق أم القرى: "ما أطيبك من بلد وأحبك إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك"(1)، فعاد فاتحا مطهرا لبيت الله تعالى من الأوثان، رافعا راية التوحيد والإيمان، أو كخروج النبي يونس (عليه السلام) من ظلمات بطن الحوت وبعد عناد قومه تبدل كفرهم إلى الإيمان، فقال تعالى: )فلولا كانت قريةٌ آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلىٰ حين( (يونس:98)، أو كفراق النبي يوسف (عليه السلام) لأبيه، وخروجه من غيابات الجب، ثم من ظلمات السجن، ووصوله إلى حكم مصر وإنقاذها من الأخطار، أو كخروج السيدة مريم بنت عمران (عليها السلام) من دار العبادة التي نشأت بها، تحمل هما، وتستعد لهم أكبر وهو مواجهة قومها، لكنها عادت وهي تحمل آية من آيات الله تعالى، نبيا من أنبياء أولي العزم. وإذا تأملنا في خروج الغزاة المعتدين وجلائهم عن البلاد، فحتى وإن تركوها بلقعا، فهو فرصة لنهوض جديد للأمة، ولبناء جديد يعلو على القديم. وأفضل تسجيل دخول نعالج به تسجيل الخروج هو التسجيل في طاعة الرحمن. ......................... (1) مستدرك الوسائل: ج9، ص334.