رياض الزهراء الأخبار
مدارس الكفيل الدينية تكرّم الفائزات في مسابقة تأليف كتاب عن حياة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)
كرّمت شعبةُ مدارس الكفيل الدينية النسويّة، التابعةُ لمكتب المتولّي الشرعيّ في العتبة العبّاسيّة المقدّسة، الفائزاتِ في مسابقة تأليف كتابٍ عن حياة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)، وذلك ضمن فعاليات مخيم "بنات العقيدة" الكشفي، في نسخته التاسعة والعشرين. وجاء هذا التكريم تجسيدًا لأهمية إثراء الساحة الثقافية النسويّة بإسهامات فكرية تعبّر عن وعيٍ عميقٍ وانتماءٍ أصيل لمدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، ولا سيّما في ما يتعلّق بسيرة الإمام الحسن (عليه السلام)، التي لا تزال العديد من جوانبها المباركة بحاجةٍ إلى تسليط الضوء والبحث الجاد. وفي كلمة ألقتها خلال حفل التكريم، قالت السيّدة بشرى جبار الكناني، مسؤولة شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيّد الكائنات محمد، وعلى آله الطاهرين، لا سيما سبط المصطفى، وحكيم الرسالة، كريم أهل البيت، الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام). أخواتنا الباحثات الجليلات، في محراب الكلمة، وفي رحاب الفكر النقي، تقف أقلامكنّ اليوم شاهدةً على ولاءٍ أصيل، وفهمٍ عميق، وعطاءٍ علميٍّ مميّز، خُطّ بمداد المحبّة والوعي صفحاتٍ مشرقة عن سيرة الإمام الحسن (عليه السلام). لقد كتبتن عن الإمام الحسن، لكن في الحقيقة كنتن تكتبن للإسلام، وللإنسان، وللمبدأ الذي وقف الإمام (عليه السلام) يُجاهد لأجله بالحكمة، كما جاهد غيرُه بالسيف. فالإمام الحسن (عليه السلام) لم يكن إمام "التهدئة" كما يُصوَّر، بل كان إمام "البصيرة الاستراتيجية"، ومعلّم الأمة كيف تقاوم الخيانة بالثبات، وتنتصر على الفتنة بالصبر، وتُعيد تعريف النصر بمعايير السماء. وما أشدّ حاجة أمتنا اليوم إلى هذا الفهم العميق، الذي التقطته عقولكنّ النيّرة، وعبّرت عنه بحوثكنّ بوعي. لقد أثبتن أن الولاء ليس مجرّد شعور عاطفي، بل مسؤولية فكرية. فالإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) مظلوم في حضوره الثقافي رغم مقامه وعظمته، فهو الإمام الذي صاغ النصر بالحلم، وأعاد تعريف القيادة بالصبر، ورسم للأمة طريقًا في أحلك اللحظات. وإن أمتنا، في زمن الضجيج والتيه، أحوج ما تكون إلى أن تنقّب في سيرة هذا الإمام العظيم، وتقدّمه قدوةً للفكر والوعي والبصيرة. فكونوا أنتنّ من يملأ هذا الفراغ، وكونوا أقلامًا على طريق الهداية، تحكون للعالم عن إمامٍ غاب في الظل، لكنه يسطع في ضمير السماء. استمرّوا في الكتابة عنه (عليه السلام)، فإن الكتابة عنه ليست مدحًا فحسب، بل شهادةُ ولاء، ورسالةُ وعي، ومشروعُ إحياء. ولتكن كل ورقةٍ منكنّ لبنةً في بناء الذاكرة الحقيقية لأهل البيت، وكلُّ سطرٍ وقفةُ حقٍّ في وجه الجهل والتشويه. فمن تُحيي فكرَ الحسن، تُحيي رسالةَ الإسلام كما أرادها محمد وآله. ونسأل الله أن يجعل هذا الكتاب الذي ألّفتنه حجّةً لكنّ لا عليكنّ، وعملاً يُثقل ميزان حسناتكنّ، ويقرّبكنّ من مقام أهل البيت (عليهم السلام) شفاعةً وكرامة. دُمتن باحثاتٍ في محراب الهدى، وسالكاتٍ درب الحسن بن علي، طريق العلم والعزّ والولاء. ويُذكر أن هذه المسابقة تأتي ضمن سلسلة من البرامج التربويّة والفكرية التي ترعاها شعبة مدارس الكفيل، بهدف إعداد جيلٍ نسويٍّ مؤمنٍ وواعٍ، قادرٍ على حمل الرسالة الحسينيّة بأدواتٍ علميّة وفكرية رصينة.