هَفواتٌ اجتماعيةٌ_ نعمة حظينا بها تُوجب الشُّكر

وفاء عمر المسعودي
عدد المشاهدات : 193

تعاني الكثير من بلدان العالم من مشكلة الجفاف؛ إمّا لقلة سقوط الأمطار أو لقلة الأنهار التي تجري على أراضيها, أو لعدم وجود الأنهار فيها، فتعتمد بعضها على مياه البحار المطلّة عليها هذه الدول, وبما أنّ هذه المياه غير صالحة للشرب بفعل الأملاح الموجودة فيها، تلجأ حكوماتها إلى إنشاء مشاريع ضخمة لتقطير هذه المياه مما يؤدي إلى إرهاق ميزانية الدول بمبالغ كبيرة، ويقع عبء هذه الميزانية على الدولة من جهة وعلى المستهلك من جهة أخرى، وذلك لزيادة الضرائب التي تُفرض عليه جرّاء استخدامه للمياه. وهناك معاناة حدثت في دول العالم أدّت إلى نشوب حروب طاحنة بين المجتمعات سواءً داخل الدولة الواحدة أم بين الدول المجاورة. أمّا في بلاد العراق الذي يجري فيه نهرا دجلة والفرات - هذه الثروة المائية العذبة التي تمرّ على أراضيه وتصل إلى مواطنيه من غير عناء، وهي لذة للشاربين - لا تلقى هذه النعمة التي أتحفت من المعبود إلى المخلوق شكراً عليها، ولقلة الوعي لدى معظم الناس بأهمية هذه المياه وضرورة المحافظة عليها من التلوث عمد بعض الأشخاص إلى تحويل هذه الأنهار ذات المنظر الخلّاب إذ جريان المياه فيها، وعذوبتها، وصفاء لونها الجميل الذي انعكس من لون السماء فيها، ومنظر طيور السنونو وهي تنتقل فوق المياه باحثة عن رزقها من الأسماك الموجودة فيها مع بزوغ أول خيوط الفجر إلى حاويات لرمي النفايات، سواء نفايات المعامل والمصانع أم أنقاض البيوت والأبنية أم بقايا بعض الحيوانات الميتة متناسين أنّ مياه هذين النهرين العظيمين هما سرّ الوجود في هذا الوطن الجريح، وصدق العليّ العظيم حينما قال: (..وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ..)/ (الأنبياء:30) فيجب زيادة التوعية لدى المجتمع للاهتمام بهذه الثروة الطبيعية وبيان أهميتها، وتقع هذه المسؤولية على جميع أفراد المجتمع سواءً من المسؤولين في الحفاظ على البيئة أم الأشخاص العاديين.