المجالس الحسينية: نور وهداية

منى إبراهيم الشيخ/ البحرين
عدد المشاهدات : 16

تعد المجالس والمآتم الحسينية من أهم القنوات التعليمية والمعرفية، فمنذ أسست أخذت على عاتقها إرشاد الناس وتوعيتهم، وشهر محرم الحرام، بخاصة العشرة الأولى منه، كانت وما تزال محط جذب الكثيرين، إذ تستقطب مختلف شرائح المجتمع وفئاته على مختلف مستوياتهم العلمية والثقافية، وهذا الأمر يلقي مسؤولية كبيرة على عاتق هذه المجالس، من إدارة، وخطباء، وجمهور، ورواد فيما يطرح، فلكل دوره، وفي عهدته مسؤوليات، منها: 1ـ إدارة المجالس ينبغي عليها مراعاة اختيار الخطيب الذي لديه القدرة العلمية والفكرية، ممن يمتلك منهجية علمية في عرض موضوعه، وقدرة على إدارة محاور بحثه وترتيبها، وربطها ببعضها، وأن يتميز طرحه بأسلوب شائق جذاب سلس ومفهوم للجميع، وأن يكون موضوعه يلامس هموم الناس ومشاكلهم الاجتماعية مع طرح المعالجات والحلول، وعلى الخطيب أن يعي أنه يرتقي منبرا أسس له الأئمة (عليهم السلام)؛ ليناط به دور كبير، ألا وهو تربية الأمة، وإعدادها، وربطها بالإسلام ومفاهيمه، وتشريعاته وأصوله، فوعي الخطيب بحجم المسؤولية، يفرض عليه أن يتأهل، ويعد نفسه إعدادا كافيا قبل أن يجلس أمام الناس ويحدثهم، وأن يتحرى الدقة في نقل مأساة عاشوراء، بخاصة في وقتنا الحالي الذي اتسعت فيه رقعة الخطاب الحسيني بفعل الوسائل التكنولوجية الحديثة، من تلفاز، وهاتف، ومنصات التواصل الاجتماعي؛ ليصل إلى أصقاع الأرض بشكل مباشر ومن دون حدود للمكان، ومن هنا تكون الحاجة ماسة إلى الاهتمام بالمادة التي تلقى، وأن تكون منتقاة بشكل مدروس، وأن تكون علمية وغنية بالأفكار. 2ـ وأما رواد المجالس الحسينية، فأي المجالس يجب أن يختاروا؟ تلك المجالس التي تمزج بين العبرة والعبرة، فعن الإمام الباقر (عليه السلام) في تفسير قوله تعالى: )فلينظر الإنسان إلى طعامه( أنه قال:"علمه الذي يأخذه ممن يأخذه"(1)، فالوعي الكافي لدى الجمهور يسهم في الارتقاء بالمنبر، وجعله من أفضل الوسائل لنشر المعارف وتوعية الأمة وتثقيفها، ويمكن تقديم المقترحات بشأن العناوين والمواضيع إلى الخطيب بأسلوب راقٍ، ونقد بناء، بعيدا عن أسلوب التعالي؛ لتكون له عونا وداعما في مسيرته. ................................. (1) ميزان الحكمة: ج3، ص2082.