وداع تحت ضوء القمر: لسان حال السيدة الرباب (عليها السلام) يرتل آيات الفراق

علا حسين العامريّ/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 35

إلى من هدأت أنفاسه في ثنايا التراب.. يا صغيري: مع كل نسمة هواء، يتجدد إليك حنيني الذي جاهدت كثيرا في كبحه؛ لأوقف نزيف الفراق، وأخفف من ألم شتاتي بسبب اشتياقي.. أنت باقٍ في قلبي، بيني وبين نفسي، في أنفاسي، وفي حلي، وفي ترحالي.. يبقى نور وجهك منارة تضيء وحشة دربي، أستمد منه النور في مسيرة حياتي.. أعتمد على ذكراك كلما ألم بي كرب، وأروي ظمأك ببرد دموعي.. يا صغيري: كيف لي أن أبقى بعدك؟ فقد كنت أنسي وسعادتي، وبفقدك شاخت سنيني، حتى بلغت روحي الثمانين في جسد لم يتجاوز منتصف العمر.. توقف الزمن عند خريف عمري بعد أن سرق ربيعي غدرا بسهمٍ ذي ثلاثة رؤوس.. والآن دقت الساعة وحان وقت الرحيل.. أودعك الواحد الأحد، لقد حلقت كحمامة سلام ذبحت بلا ذنب، بلا ماء.. اغف بأمان على صدر أبيك في حضن التراب الذي قدر له أن يملأ أنفاسه من عطر سيد الشهداء ومن عطرك.. ستعانقك الأرض أكثر مني.. سأمعن النظر في السماء بين النجوم والقمر، ثم أهديك صلواتي، وأنذر ما بقي من حياتي حزنا عليك.. اعلم يا صغيري أني سأقرأ لك التهويدة المعهودة كل ليلة، وأردد: (أهز مهدك يا عبد الله).. أحبك يا صغيري..