مَعهَدُ الكَفِيلِ القُرآنِيُّ النُّسوِيُّ.. انطِلَاقَةٌ مَكَانِيَّة

دعاء جمال الحسيني
عدد المشاهدات : 288

من أجل خلق مجتمع ديني نسوي واعٍ يجعل من المرأة المسلمة متمثلة بأخلاق أهل البيت (عليهم السلام) ومقتدية بالسيّدة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) لتربية جيل صالح يحمل رسالة الإسلام والرسالة القرآنية بمفهومها الصحيح كما علّمنا نبينا الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله), تم إنشاء (معهد الكفيل القرآني النسوي) التابع لقسم الشؤون الثقافية في العتبة العباسية المقدسة في محافظة النجف الأشرف. وللإحاطة بأهداف هذا المشروع المبارك التقينا بالسيّدة (منار جواد محمد)/ مديرة معهد الكفيل القرآني النسوي، وأجابت عن أسئلتنا مشكورة: في البداية أعطينا نبذة مختصرة عن معهد القرآن الكريم؟ إنّ معهد القرآن الكريم النسوي هو مؤسسة تربوية تهتم بالجانب الثقافي القرآني للمرأة، حيث إنها العامل الأول في نشأة الأجيال وتربيتهم على النهج الإسلامي، وتثقيفهم الثقافة القرآنية، ويهدف المعهد إلى مساعدة الدّارسات على تحسين تلاوة القرآن الكريم وتصحيحها، وتعلّم أحكامه وتفسيره وغير ذلك من العلوم القرآنية، حيث يعمل على تنمية الوعي الديني بين النساء، وبذلك تكون المرأة قادرة على إنشاء جيلٍ واعٍ ومثقفٍ ثقافةً قرآنيةً وتقدّم للمجتمع أسرة تربت تربية سليمة وفق مبادئ القرآن الكريم، ونهج أهل البيت (عليهم السلام)، وهذا ينعكس إيجابياً على المجتمع، حيث إن الأسرة هي اللبنة الأساسية والأولى لبناء مجتمع إسلامي متكامل. متى تمّ تأسيس المعهد، وما هي الأسباب التي أدّت إلى فتح معهد القرآن الكريم التابع للعتبة العباسية المقدسة في النجف الأشرف؟ تم تأسيس المعهد بتاريخ ٢/٩/٢٠١٣م، وكانت بداياته في النجف الأشرف، حيث إن النجف الأشرف واحدة من المدن التي هي مركز العلم والعلماء، وكانت وما تزال مركزاً للإشعاع الديني والحضاري والثقافي. ما هي أوقات الدوام في المعهد؟ الدوام يكون طوال أيام الأسبوع صباحاً ومساءً. كيف يتم التقديم والقبول في المعهد؟ تُقبل في هذا المعهد النساء ذوات المستوى العالي من الذكاء والتعلّم، أو من اللواتي لهنّ طاقات ذهنية وقّادة، وحَسِنات السيرة والسلوك والالتزام الديني والأخلاقي، ويكون القبول مصنّفاً بحسب الأعمار والمستويات الدراسية. هل تُحدّد المتقدّمة كي تُقبل في المعهد بعمر معين؟ القبول يكون من جميع المراحل العمريّة, بشرط أن تعرف القراءة والكتابة, وهناك أطفال حتى من الرياض ممّن توجد لديها قابليّة الحفظ. ما هي المراحل التي تمرّ بها الطالبة في معهد القرآن الكريم؟ تمرّ الطالبة بمراحل عدة فنبدأ بمرحلة الاختبار، ومن ثم تصنف بحسب المستوى والعمر، وللمعهد منهجية تُدرّس على عدة مراحل، فنبدأ بالمرحلة التمهيدية التي تتمثّل بالقراءة البسيطة للطالبة المتقدّمة، ومن ثم المرحلة الأولى، وهكذا تتدرج المراحل من القراءة الصحيحة حتى مرحلة الحفظ والتفسير، وتمّ اعتماد منهج قرآني متكامل ومشابه لما معمولٌ به في المعاهد القرآنية، يشمل أحكام التجويد، وقواعد التلاوة، والتفسير، والحفظ، مع إضافة بعض المناهج الإثرائية، وتمنح المتخرّجة شهادة من معهد القرآن الكريم، وفي حالة إكمال المتدربة للمراحل الدراسية ولم تكن بالمستوى المطلوب تخضع لدورة سريعة. ما هي المناهج الإثرائيّة التي تمت إضافتها إلى التدريس؟ أ‌- دورات فقهيّة: محاضرة يوم واحد في الأسبوع, تتناول المحاضِرة الأمور الابتلائيّة للنساء مثل: الوضوء, الغُسل, الدماء الثلاثة, الصلاة، وغيرها من الأمور. ب‌- دورات السلسلة المهدوية: أيضاً يوم واحد في الأسبوع, تتناول المحاضِرة كلّما يتعلّق بالإمام المهدي، والآيات القرآنية المرتبطة به, وارتباط المرأة مع الإمام المهدي. ت‌- دورات أخلاقيّة: محاضرة يوم واحد في الأسبوع. ما هي المدّة الزمنيّة لكلّ مرحلة من المراحل في التعليم؟ يوجد سقف زمني للحفظ والتفسير مدته ثلاث سنوات ونصف, أمّا تعليم أحكام التلاوة الصحيحة فيستغرق سنة ونصفاً؛ لأن التطبيق العملي يستغرق مدّة طويلة حتى تتمكّن القارئة من النطق الصحيح للقرآن وتعلّم التلاوة الصحيحة، فضلاً عن وجود دورات غير محدّدة بسقف زمني. ما هو عدد المتخرجات منذ افتتاح المعهد إلى الآن؟ عدد المتخرجات هو (36) متخرّجة من المعهد نفسه, وحالياً هنّ يتولين التدريس, وتوجد مراحل لم تتخرج فيها طالبات لحد الآن. ما هو عدد الكادر التدريسي في المعهد، وهل هو مؤهل لإعطاء الدروس فيه؟ الكادر الأساس كان (13) مدرّسة, فضلا عن وجود (36) مدرسّة متفرّقة على بعض المحافظات، وقد شُكل كادر تدريسي متكامل من العنصر النسوي بعد إخضاعهنّ لعدة اختبارات، على أن يتمّ مستقبلاً إعداد كادر للمراحل المتقدّمة من طالبات المعهد الموهوبات نفسه، عن طريق الاهتمام بهنّ ورعايتهنّ بشكلٍ خاص يُسهم في إعدادهنّ علمياً وتربوياً، وتطوير مهاراتهنّ كمعلّمات للقرآن الكريم في المستقبل. ما هي معوّقات العمل؟ الحمد لله لا توجد معوقات في العمل، فإنّ العتبة العباسية المقدسة تقوم بتوفير جميع مستلزمات العمل، شاكرين جهودهم المباركة. هل لاقيتم صعوبة في تعليم الطالبات بخاصة أنّ الطالبات متباينات في الثقافة، ومن مختلف الفئات العمريّة؟ أكيد كلّ عمل لابدّ فيه من مواجهة بعض الصعوبات، لكن الإرادة القويّة والتنظيم، ومن خلال الممارسة تنكسر هذه الصعوبات، فعملنا يتضمّن تخطيط, فالتي تعاني من بطء الحفظ نجعل لها دورة خاصّة مفتوحة, والطالبة السريعة الحفظ نجعل لها سقفاً زمنياً محدداً. ما هي نشاطاتكم المستقبلية؟ النشاطات كثيرة إن شاء الله فبعد فتح مراكز متعددة في محافظة النجف الأشرف، بدأنا بفتح وحدات في محافظات أخرى، ونأمل أن نوفق لفتح وحدات في جميع المحافظات إن شاء الله تعالى، وبخاصة في محافظة كربلاء المقدسة. كلمة أخيرة نشكر جهودكم في تسليط الضوء على هذا المشروع المبارك لانفتاح الناس عامة والمرأة خاصة على مشاريع منيرة كهذه، ترتقي بالثقافة الدينية للإنسان؛ لأن الهدف من تأسيس هذا المعهد هو تغذية المرأة تغذية ذهنيّة قرآنية, بحيث تكون قادرة على تربية جيل قرآني واعٍ مهتم بقراءة القرآن وتعاليمه. نبارك هذه المشاريع التي تتميز بفيض من العطاء لتعمل بكلّ طاقاتها على تطور المرأة المسلمة، وتوجهها نحو الأفضل، ولم تنحصر هذه المشاريع في بقعة معينة، بل سعت لتوصل رسالتها إلى أكثر من مكان. معهد الكفيل القرآني النسوي...انطلاقة مكانية.