السيد (علي الخير) نبراس في الدوحة الهاشمية
هو علي بن الحسن المثلث بن الحسن المثنى بن الحسن المجتبى بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، وابنه السيد الحسين بن علي صاحب واقعة (الفخ)، ولد في المدينة المنورة سنة (101هـ)، ونشأ في بيوت الوحي والرسالة، فلقب بـ(علي الخير) وعرف بـ(علي العابد، وعلي الزاهد، وذو الثفنات)(1). كان السيد (علي الخير) أحد المنارات المضيئة في سلسلة النور وهم الطالبيون الذين لم تخفهم وحشة الطريق، ولا قلة سالكيه، إذ وقفوا بوجه كل طاغية، ولم يذعنوا ولم يستسلموا، أهل الحق الذين خلت ديارهم حين طلبتهم الشهادة. محنته مع المنصور العباسي حمله المنصور مع أخوته وجملة من بني عمومته من مدينة جدهم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إلى سجن (الهاشمية) بالعراق من دون ذنب، فأمر بتقييد أرجلهم بالأغلال وكانوا قد قيدوهم من (الربذة)(2)، وكأن (الربذة) قد كتب لها أن تكون شاهدة على كل مظلوم ذي صلة برسول الله (صلى الله عليه وآله)، ابتداء من الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري، حتى قافلة الطالبيين المقيدة من دون أن يعرفوا ما ذنبهم، ولما طال مكثهم في حبس المنصور، وضعفت أجسامهم كانوا إذا خلوا بأنفسهم نزعوا قيودهم، فإذا أحسوا بقادم نحوهم لبسوها، ولم يكن (علي العابد) يخرج رجله من القيد، فقالوا له في ذلك، فقال: (لا أخرج هذا القيد من رجلي حتى ألقى الله (عز وجل) فأقول: يا رب، سل أبا جعفر فيما قيدني)(3). واختلف في استشهاده (رضوان الله عليه)، فقيل: مات في السجن وهو ساجد، وقيل مات مخنوقا، وقيل هدموا السجن عليه وعلى من معه من ولد الحسن (عليهم السلام)، وكان يوم استشهاده (26) من شهر محرم الحرام عام (146ﻫـ)، في سجن (الهاشمية)، ودفن في المكان نفسه. ومن شواهد الظلم، ونصرة الظالم على ظلمه هو قول المنصور (لعنه الله) بعد قتله آل الحسن (عليهم السلام) في محفل من محافله: ما رأيت رجلا أنصح من الحجاج لبني مروان، فقام المسيب بن زهير الضبي فقال: ما سبقنا الحجاج بأمر تخلفنا عنه، والله ما خلق الله على جديد الأرض خلقا أعز علينا من نبينا (صلى الله عليه وآله)، وقد أمرتنا بقتل أولاده فأطعناك، وفعلنا ذلك، فهل نصحنا أم لا؟(4). ....................................... (1) أعيان الشيعة: ج5، ص42. (2) من قرى المدينة المنورة، تبعد عنها مسيرة (3) أيام، قريبة من (ذات عرق) على طريق الحجاز_ معجم البلدان: ج3، ص24. (3) عمدة الطالب: ص 183. (4) أولاد الإمام محمد الباقر (عليه السلام): ص59-60.