وفيكَ تجلى نور محمد (صلى الله عليه وآله)

ليلى عبّاس الحلال/ البحرين
عدد المشاهدات : 10

رحل نبيّنا (صلوات الله عليه) عن دار الدنيا بعد ما كانت أنواره تملأ الوجود، فهو النور الذي خلقه الله سبحانه من نور عظمته، مثلما قال (صلّى الله عليه وآله): "إنّا آل محمّد كنّا أنوارًا حول العرش"(1)، وتجلّى هذا النور فيكَ يا مولاي يا صاحب الزمان، فأعظم الله لكَ الأجر برحيل جدّكَ النبي المختار، خير خلق الله تعالى، لكنّ محمّدًا (صلّى الله عليه وآله) لم يغبْ عنّا، فأنتَ التجلّي لهذا النور الأعظم، فعن الإمام زين العابدين (عليه السلام) أنّه قال: "كلّنا واحد من نور واحد، وروحنا من أمر الله، أولنا محمّد وآخرنا محمّد وكلّنا محمّد"(2)، فالله (عزّ وجلّ) بعث نبيّه رحمة للعالمين، وأنتَ يا سيّدي امتداد لهذه الرحمة الواسعة ومظهرها. فيكَ تجلّت شمس محمّد (صلّى الله عليه وآله) فأنتَ خاتم الأوصياء مثلما جدّكَ خاتم الأنبياء، وتجلّى نوركَ بتحقيق حلم الأنبياء، وإقامة دولة الحقّ على يديكَ وبزوغ شمس العدالة الإلهية في دولتكَ، فأنتَ الهادي المهدي وتجلّي الحقّ. أنتَ الذي ترفع راية الإسلام عاليًا، وتنشر الرسالة الإسلامية في صورتها الحقيقية مثلما أنزلها الله تعالى، وتظهر لنا معالم الدين التي طمسها الأعداء. أنتَ مُظهر الدين، ومُتِمّ نور الله تعالى، وبكَ تتجلّى الحقيقة المحمّدية، مثلما قال الله (عزّ وجلّ) في محكم كتابه الكريم: يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ۞ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (التوبة:32-33). ...................... (1) بحار الأنوار: ج 24، ص 88. (2) المصدر نفسه: ج26، ص16.