الأربعون الحسيني والتبليغ الديني

منى إبراهيم الشيخ/ البحرين
عدد المشاهدات : 115

مسيرة زيارة الأربعين إحدى أكبر التجمعات الدينية السنوية في العالم الإسلامي، إذ يشارك فيها الملايين من الناس سيرا على الأقدام، قاصدين كربلاء المقدسة لزيارة المولى أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، تخليدا لذكرى مرور أربعين يوما على استشهاده. وأكثر ما يظهر في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي كرم الشعب العراقي وتفانيه في خدمة زوار الإمام الحسين (عليه السلام)، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل مسيرة الأربعين مقتصرة على الإطعام، وتوفير وسائل الراحة والرفاهية للزائر؟ أم هناك جانب آخر ينبغي لوسائل الإعلام تسليط الضوء عليه؟ نعم، هناك جانب التبليغ الديني، وإحياء قيم الإمام الحسين (عليه السلام) المتمثلة بالعدل، والحرية، والكرامة الإنسانية، إذ تشهد هذه المسيرة العديد من الأنشطة والبرامج التوعوية، إضافة إلى تزويد الزوار بالمعارف الدينية، مما جعل بعض المضائف منصات تبليغية تعليمية، تؤدي دورا رئيسا في تعزيز القيم الإسلامية، ومن مظاهر التبليغ الديني في هذه المسيرة: ـ تنظيم العديد من المحاضرات والندوات الدينية التي تقيمها بعض مراكز التبليغ، إذ يطرح عدد من علماء الدين والمفكرين جملة من القضايا الدينية العقائدية والأخلاقية. ـ توزيع بعض الكتب والمنشورات التوعوية بشتى اللغات، التي تعنى بالشأن الديني وتحتوي على معلومات قيمة عن الإمام الحسين (عليه السلام) ونهضته الإلهية، مما تسهم في زيادة الوعي لدى المشاركين -المشاية- في هذه المسيرة. ـ قيام بعض المبلغين بالتواصل المباشر مع الناس، بخاصة الشباب لتوضيح أبعاد النهضة الحسينية، وكذلك بعض الأحكام الفقهية، والمسائل العقدية، إضافة إلى الطرح العملي لبعض العبادات، كالوضوء، والصلاة، وغيرها. ـ استخدام التقنيات الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي؛ لتوصيل المعلومة بصورة أكثر احترافية، ولتصل إلى أكبر عدد من الجمهور. ـ تبادل الخبرات، فمسيرة الأربعين فرصة لتبادل الخبرات والمعارف بين الزوار من مختلف البلدان، مثلما هو الحال في فريضة الحج، إذ قال تعالى: (ليشْهدوا منافع لهمْ)(الحج:28)، مما يعزز من التفاهم والتعاون بينهم، ونشر القيم الإنسانية، كالتضحية، والإيثار، والعدل التي تعد جوهر النهضة الحسينية. - التأكيد على الوحدة والتضامن بين المسلمين وغيرهم، ونبذ الفرقة والخلافات المختلفة. هذا غيض من فيض ما تقوم به المؤسسات التبليغية، والعتبات المقدسة التي لا يخفى على أحد دورها في مسيرة مليونية كزيارة الأربعين.