رياض الزهراء العدد 221 استطلاع رأي
(ومنْ أحْياها فكأنما أحْيا الناس جميعا)(1)
لطالما أكد الإسلام على طلب العلم، وحث المعصومون الأطهار (عليهم السلام) على التفقه في الدين، والتزود من المعرفة، وفي طريق السير لزيارة الأربعين، لا تخلو الخدمات المقدمة من نشر العلم وتثقيف المحبين، فتنوعت الخدمة في طريق زوار الإمام الحسين (عليه السلام)، ولم تقتصر على المأكل، والمبيت، بل تفنن الخدام بتقديم الفقرات الثقافية، والحث على قراءة الكتب وبيان أهميتها، ونظمت المراكز التابعة للعتبات المقدسة البرامج الثقافية والتعليمية للزائرين والزائرات، وفي هذا الجانب استطلعنا رأي فئات من شرائح المجتمع، فكان رأيهم: الإعلامية زينب الزبيدي قالت: زيارة الأربعين زيارة مليونية، يقصدها الزائرون من مختلف بقاع الأرض، وهذا ما ندعو إليه بأنْ لا تقتصر الخدمة على تقديم المأكل والمشرب والمبيت، بل أيضا تتوسع إلى تقديم الخدمات الثقافية؛ لما لها من أثر كبير في تعزيز الوعي الديني والفكري، وتثبيت القضية الحسينية في النفوس، فإقامة المحطات المعرفية والثقافية على طول طريق الزائرين، تفتح آفاقا جديدة للفهم، مثلما أنها تسهم في توضيح أهداف نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) المباركة لمختلف الشرائح المجتمعية. وقال محمد جواد ـ إيران: إن قيام الإمام الحسين (عليه السلام) نهضة بكل المعاني، تشمل جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية، والزيارة الأربعينية امتداد لتلك الحركة العظيمة، وعبر هذه الزيارة دحض تنظيم (داعش)، فالمواكب الحسينية تمهد لحكومة الإمام المهدي (عجل الله فرجه)، والخدمة الثقافية في موسم زيارة الأربعين ليست ترفا فكريا، بل هي جزء جوهري من بناء الزائر الذي يخرج من الزيارة بمشاعر ملهمة، وفكرٍ واعٍ، قادرٍ على نقل قيم كربلاء إلى حياته اليومية، وهذه الخدمات تحول الحدث إلى مشروع حضاري يجدد معنى الإيمان في مواجهة التحديات المعاصرة. بينما كان رأي علي الموسوي: أن النشاط الثقافي في زيارة الأربعين يحتاج إلى جهد أكبر وتوسع أكثر عبر تفعيل دور المبلغين، وتنظيم ورش فكرية وثقافية تطويرية، فمع وجود ملايين الزائرين من مختلف أنحاء العالم من المتوقع أنْ تكون هناك جهود أكبر لتقديم محتوى معرفي عميق يرسخ مبادئ نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) ويواكب تطلعات الشباب المؤمن. وشارك الشيخ ميثم الكاصد برأيه قائلا: الخدمة الثقافية المقدمة في موسم الزيارة الأربعينية لها أثر كبير وأهمية بالغة، إذ تتجاوز الجانب المادي للخدمات؛ لتلامس الجانب الروحي والفكري للزائرين، فتقديم المحاضرات والندوات الثقافية والدينية يسهم في تعميق فهم الزائرين لمنهج أهل البيت (عليهم السلام) وقيم النهضة الحسينية، كالعدالة والتضحية والإيمان، ونشر الكتب والمنشورات التوعوية يثري من المعرفة ويساعد في تصحيح المفاهيم الخاطئة، مثلما تذكر البرامج الثقافية الزائرين بسيرة الإمام الحسين (عليه السلام)، من صبره وجهاده في سبيل الله تعالى، مما ينعكس إيجابا على سلوكهم الفردي والجماعي، وفي ظل انتشار الشبهات والأفكار المتطرفة، تعد الخدمة الثقافية خط دفاع مهم لتعزيز الهوية الإسلامية الأصيلة، كذلك تسهم الحوارات المفتوحة والإجابة عن أسئلة الشباب بحمايتهم من الانحراف الفكري، فضلا عن أن الجمع بين الجانب العبادي والثقافي يمنح الزائر رؤية أشمل لرسالة الزيارة، مما يزيد من ارتباطه الروحي بها. الخدمة الثقافية في الزيارة الأربعينية ضرورة لبناء زائرٍ واعٍ، قادر على حمل رسالة الإمام الحسين (عليه السلام) في حياته اليومية، وهي تكمل الخدمات المادية لتحقيق نقلة نوعية في فكر الزائرين وسلوكهم، مما يجعل الزيارة مشروعا نهضويا متكاملا، فالعلم والمعرفة لهما أثر كبير في تغيير النفوس، وتهذيبها، ورفع قدرها. .................. (1) المائدة: 32.