رياض الزهراء العدد 221 نافذة على المجتمع
موكب عزاء السيدة رقية (عليها السلام) يجسد آلام الطفولة في واقعة كربلاء
في مساء كربلائي يتشح بالسواد وتعلو فيه نداءات الحزن، سارت النساء بخطى تستنطق الذاكرة في موكب عزائي سنوي تنظمه شعبة الخطابة الحسينية النسوية التابعة لمكتب المتولي الشرعي للشؤون النسوية في العتبة العباسية المقدسة، وبمشاركة جميع الشعب والمراكز النسوية إحياء لذكرى استشهاد السيدة رقية بنت الإمام الحسين (عليهما السلام). واستمرت الشعبة بإحياء هذا الموكب، إذ تعده تقليدا سنويا منذ أنْ أسس في العام (1430هـ)، والهدف منه تسليط الضوء على اضطهاد الطفولة في واقعة الطف، واستذكارا لمظلومية الهاشمية ذات الأعوام الخمسة التي استشهدت وهي في الأسر يتيمة، مثقلة بالآلام والأوجاع بعد أنْ قتلوا والدها العزيز على قلبها أمام ناظريها. وشهد الموكب مسيرة عزائية انطلقت من مرقد المولى أبي الفضل العباس (عليه السلام)، حامل اللواء، قطيع الكفين، كافل الحوراء (عليها السلام)، متجهة إلى مرقد سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) لإقامة مجلس العزاء في سرداب الإمام الحجة (عجل الله فرجه الشريف) في الصحن الحسيني المطهر. تضمن الموكب هذا العام كباقي الأعوام السابقة مشاهد تمثيلية مؤثرة، جسدت جانبا من المصائب التي صبت على أطفال الإمام الحسين وأهل بيته (عليهم السلام) بعد واقعة عاشوراء، من السبي، والضرب، والترويع، والحرمان، وذلك بمشاركة مجموعة من النساء والأطفال الذين أدوا الأدوار بإخلاص ووفاء، في مشهدٍ أحيى في الأذهان مأساة واقعة الطف الأليمة، وكذلك تضمن الموكب فقرات متنوعة، منها قراءة المراثي والقصائد الحسينية التي استحضرت مصيبة السيدة رقية (عليها السلام) وسط أجواء روحانية خاشعة، سادها الحزن والتفاعل العاطفي الكبير من قبل الحاضرات. وصرحت السيدة تغريد التميمي، مسؤولة الشعبة قائلة: "إن موكب السيدة رقية (عليها السلام) الذي أسسته شعبة الخطابة الحسينية النسوية في العتبة العباسية المقدسة في العام (1430هـ)، انطلق كعادته في (5) صفر الأحزان، إحياء واستذكارا للمصائب التي مرت بها حرائر الرسالة وبنات الإمام الحسين (عليه السلام). وبينت: أن الموكب تضمن عدة فقرات مختلفة، من ضمنها الأهازيج للأطفال، والشعارات التي تؤكد مظلومية أطفال الإمام الحسين (عليه السلام)، وما جرى عليهم من ظلم بني أمية -لعنة الله عليهم-. وأضافت: بعد ذلك ألقيت محاضرة توعوية، إرشادية، توجيهية، بينت مقام الطفل وتأثيره في بناء مجتمع واعٍ، يعي واجباته وتكليفه وحقوقه، ثم قدم عرض مسرحي يجسد في كل عام الأحداث التي دارت في خربة الشام، وما دار من أحداث في قصر يزيد -لعنة الله عليه-. وأكدت: في هذا العام أضيفت فقرات مختلفة للعرض المسرحي التي جسدنا عن طريقه بعض الأمور التي جرت على عيال الإمام (سلام الله عليه) عبر مسيرتهم ووصولهم إلى الشام، والعمل أعد بشكل جيد، وبدعم من مكتب سماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي؛ لتجهيز كافة الاحتياجات من حيث الأزياء، والمنشورات، والتصاميم الخاصة لبيان هذا العمل وأهميته وتأثيره؛ لكي لا تندثر وتنسى هذه الواقعة الأليمة من انتهاك حقوق الطفل في ذلك اليوم. وأكدت القائمات على تنظيم الموكب، أن هذه الفعالية تهدف إلى إحياء الوعي بقضية الطف عن طريق استلهام العبر والدروس من نهضة الإمام الحسين (عليه السلام)، وترسيخ مبادئها في نفوس الأجيال الصاعدة، لاسيما فيما يتعلق بقضية الطفولة، والمظلومية التي وقعت على آل بيت النبي (صلى الله عليه وآله). ويأتي هذا النشاط في ضمن سلسلة من الفعاليات والمجالس التي تحرص الشعب والمراكز النسوية في العتبة العباسية المقدسة على إقامتها، تخليدا لمصائب أهل البيت (عليهم السلام)، والتعبير عن الوفاء لقيمهم وتضحياتهم، لاسيما في موسميْ الأحزان، محرم الحرام وصفر.