الإمام الرضا (عليه السلام) والتصدي للشبهات
تشكلت جذور الحضارة الإسلامية منذ نزول الوحي على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وشيد صرحها الأئمة المعصومون (عليهم السلام)، وقد ترك كل معصوم إرثا ذا جوانب وأبعاد متعددة، وإذا تأملنا في حياة الإمام الرضا (عليه السلام) فسنجد أن في عصره انتشرت مختلف العلوم من الأمم المختلفة، وهذا واضح من انتشار الأفكار، والشبهات العقائدية، ونشوء فرق وطوائف متعددة، فتصدى الإمام الرضا (عليه السلام) لتربية العلماء المسلحين بالفكر الإسلامي، وتصدى (عليه السلام) لمختلف التيارات العقائدية والفكرية والاجتماعية، واشتهرت المناظرات العلمية المقامة بينه (عليه السلام) وبين سائر الطوائف والأديان؛ لإظهار الحق ودحض الباطل. فكان (عليه السلام) يقيم الحجة على المخالفين عبر المناظرات العلمية(1)، المستندة إلى البراهين العقلية، كفكرة الغلو(2)، والرد على الزنادقة بطريقة علمية لا تقبل الرفض(3)، ونشر السلوك السوي الصحيح. ما أحوجنا اليوم إلى تنظيم أمورنا، وتوضيح أهدافنا، ومواجهة الشبهات الفكرية المتطرفة، والسلوك غير السوي الذي تلفع بمفردات براقة كمفردة التحرر الفكري، والحرية الشخصية. فاليوم تتلوث هوية الفرد المسلم بتيارات لا شأن لنا بها، يتلقفها الناشئة والشباب تلقف الملهوف بلا رادع، جازما أنها ستوفر له كل رغباته الجامحة، وتحقق أحلامه، لكنه سرعان ما يصطدم بصخرة الواقع. يجب أنْ ننشر تعاليم ديننا بطرق علمية وعملية عن طريق شرح سيرة أهل البيت (صلوات الله عليهم) مثلما فعل الإمام الرضا (عليه السلام)، وتفعيل الآيات القرآنية وسيرة أهل البيت (عليهم السلام) لتعزيز دور العقل والتحليل المنطقي. ........................... (1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج2، ص131-152. (2) المصدر نفسه: ج2، ص217. (3) الاحتجاج: ج2، ص 208- 214.