رياض الزهراء العدد 221 التوفيقات الإلهية
التوفيقات الإلهية في صلاح أبنائنا
الأبناء نعمة إلهية، وأولى فئات المجتمع بالعناية والاهتمام، وهبنا الله سبحانه وتعالى الأولاد وجعلهم زينة تنور حياتنا وتملؤها فرحا وزهوا، هم وديعة وأمانة في أعناقنا، ومن الواجب علينا صيانة هذه الوديعة وحفظها، فهم ثروتنا، وكلما زدنا اهتمامنا بهم، زادت ونمت الثروة ورجع مردودها علينا بشكل صحيح، فعن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: "رحم الله عبدا أعان ولده على بره بالإحسان إليه، والتألف له، وتعليمه وتأديبه"(1)، فمن حق الأولاد على الأبوين الحصول على تربية صحيحة، وعناية كاملة تليق بهم، إذ إنهم بذرة المجتمع، فزراعتها بالمنبت الصالح تنبت لنا ثمرا صالحا مؤثرا في نفسه بشكل خاص، والمجتمع بشكل عام بصورة إيجابية. إن حسن تربية الأولاد وتوجيههم نحو القيم الصحيحة حق من حقوقهم، فضلا عن هذا يعد النجاح توفيقا إلهيا يغفل عنه الكثير من الآباء، فهو توفيق لنيل رضا الله سبحانه وتعالى عنهم، وشعورهم بالفخر؛ لإن صلاح تربية الأولاد ينسب إلى صلاح الوالدين دينا وخلقا. يقول أحدهم: أنا أفخر أنني أنتمي لعائلتي، فلطالما تعبوا في تربيتي، وكانوا حريصين على أنْ لا أترك فرضا، ولا أتخاذل عن فعل عمل الخير، كنت كثيرا ما أتذمر، وأحيانا لم أستجب؛ لكن عندما وصلت إلى هذا العمر وأنا إنسان سوي قريب من الله (عز وجل)، أصبحت أدعو الله تعالى أنْ يوفقني في تربية أبنائي مثلما رباني والداي، فما أعظم هذا التوفيق! فإذا تربى الأبناء تربية صالحة، كان ذلك سببا لأنْ يدعوا لآبائهم ويعملوا على برهم طوال حياتهم، ويسلكوا نهجهم. من آثار التربية الصالحة: 1ـ تقرب الطفل من الله تعالى، وبذلك يبتعد قدر المستطاع عن الزلل والخطأ. 2ـ تسهم في بناء شخصية الطفل، وتمنحه الثقة بالنفس، وتنمي قدرته العقلية والبدنية. 3ـ تساعد في بناء علاقات اجتماعية ناجحة، أساسها مبدأ الاحترام والتعاون. 4ـ تنمي القيم الأخلاقية والإنسانية، فضلا عن تعزيز قيم التسامح والاعتدال. 5ـ تنعكس التربية السليمة على الصحة النفسية بشكل واضح، فالتربية الصحيحة تضمن للأولاد حياة متزنة مليئة بالنجاح والسعادة. .................................. (1) مستدرك الوسائل: ج15، ص169.