التأريض: هلْ ملامسة الأرض تعزز من الصحة النفسية؟

(التأريض) أو ملامسة الأرض أو الاتصال بالأرض: مفهوم يشير إلى اتصال الجسم بشكل مباشر مع سطح الأرض، وهو ممارسة يمكن أن تساعد في تهدئة الأفكار المؤلمة، والتقليل من القلق والتوتر وتهدئة الجهاز العصبي، وتعزيز صحة القلب، وتحسين التركيز والانتباه عن طريق توجيه انتباه الذهن إلى اللحظة الراهنة، وتعزيز الشعور بالاستقرار العاطفي، وتحسين جودة النوم، ويسهم في الشعور بالراحة والاسترخاء عن طريق تعزيز التوازن الكهربائي في الجسم(1). هناك عدة عوامل تؤثر في (التأريض) وفي مدى فاعليته في تحسين الصحة النفسية، منها البيئة المحيطة، كالوجود في الأماكن الطبيعية مقارنة بالبيئات الصناعية، والحالة النفسية، فالأشخاص الذين يعانون من مستويات عالية من التوتر والقلق، قد يجدون صعوبة في تحقيق التأريض الفعال والوعي الذاتي، أي مدى قدرة الشخص على التركيز في اللحظة الحالية، والعوامل البيولوجية المتمثلة بالتوازن الكيميائي في الدماغ، والدعم الاجتماعي بوجود بيئة داعمة تساعد على التفاعل الاجتماعي الذي يكون جزءا من ممارسة (التأريض) بانتظام. أما تقنيات (التأريض)، فتعني آليات واستراتيجيات تستعمل لمساعدة الأشخاص على التحكم والتعامل مع الذكريات المؤلمة والمشاعر القوية، إذ تركز هذه التقنيات على جعل الشخص موجودا بالكامل مع نفسه في أثناء قيامه بممارسة هذه التقنيات، مثلما يمكن عدها وسيلة من وسائل شغل النفس عن المشاعر والذكريات والأفكار المزعجة، ومن هذه التقنيات (التأريض الجسدي)، ويشمل المشي حافي القدمين على العشب، أو لمس الماء، أو الإمساك بمادة صلبة، كالحجر أو قطعة معدنية، و(التأريض الذهني) يتضمن التركيز على شيء محدد، و(التأريض الحسي) يعتمد على استخدام الحواس الخمس، و(التأريض العاطفي) يشمل تكرار جمل إيجابية والتفكير في ذكريات سعيدة، و(التأريض الإبداعي) يتضمن الكتابة وممارسة الحرف اليدوية، و(التأريض الحركي) يتضمن القيام بتمارين رياضية خفيفة. هناك العديد من الأنشطة اليومية التي يمكن دمجها لتعزيز (التأريض)، كالمشي في الأماكن الطبيعية كالحدائق حافي القدمين؛ لأن ذلك يساعد على الشعور بالاتصال بالأرض، وكذلك ممارسة التمارين الرياضية، والكتابة اليومية عبر تدوين الأفكار والمشاعر، والاستماع إلى القرآن الكريم والأدعية، والتركيز على أصوات الطبيعة، والانخراط في الأنشطة الإبداعية، وممارسة الأعمال اليومية كالطهو، أو الأعمال الفنية كالرسم، والعمل في الحديقة ولمس التربة والنباتات لتعزيز الشعور بالاتصال بالطبيعة، كل ذلك يمكن أنْ يساعد على العيش في اللحظة الحالية. كل تقنيات (التأريض) تعتمد على استعمال الحواس الخمس؛ لربط الفرد باللحظات التي يعيشها حاليا، إذ تغطي هذه التقنيات إحساسا يصعب تجاهله، وتقوم بإلهاء الفرد عما يدور في ذهنه. .................... (1) الزهيري، محمد توفيق: التمديدات الكهربائيه للأبنية والمنشآت، مكتبة نور، بغداد/ 2020م.