انبثاق المهارة التربوية في باحة المدرسة

نوال عطيّة المطيّري/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 9

يعد وقت الفرصة حيث تقرع الأجراس إيذانا للشروع بأخذ قسط من الراحة فرحة كبيرة لدى التلاميذ على الرغم من أنها لا تستغرق سوى بضعة دقائق، إذ تعد تلك اللحظات الممتعة للتلاميذ فرصة سانحة وشائقة لتجاذب أطراف الحديث، ومزاولة الرياضة في الهواء الطلق، مع إشاعة صور الابتسامة، وتناول بعض الأطعمة وشرب الماء، ومن الملاحظ أن باحة المدرسة لها دور كبير في اكتشاف طرق جديدة للتفاعل والتعبير عن الآراء، فالفرصة هو الوقت المفضل لتوطيد الصداقة والعلاقة الوثيقة بين التلاميذ داخل أسوار المدرسة، وعليه، ينبغي فسح المجال لهم، وإعطائهم الفرصة لاستثمار تلك الفعاليات بشكل طبيعي يبعث على الحرية الإيجابية التي تحقق التوافق والتناغم، بعيدا عن القواعد المقيدة لحركتهم التي لها آثار سلبية تحد من نشاط التلاميذ من كلا الجنسين، بذريعة الخوف من التواصل، مما يؤدي إلى التقوقع حول الذات، وعدم المشاركة مع الأقران في اللعب من جهة، ومن جهة أخرى ينبغي معرفة الفرق بين الحرص وأخذ الحيطة للحد من الوقوع في الأذى بسبب الألعاب غير المناسبة، وبين الإفراط في حماية الطفل، فالفرصة تعد وسيلة للابتعاد عن الجمود والاعتكاف داخل الصف، فالفرصة لها دور كبير ومهم في تحفيز الجوانب التربوية والصحية والانفعالية؛ لغرض تفريغ المشاعر السلبية، والإحاطة بمتنفس وقائي وعلاجي لبعض المشاعر السلبية، كالقلق، والخمول، والكسل، والضغط الدراسي، والانطواء غير المبرر، وتأتي ضرورة اللعب في الباحة المدرسية لترسيخ التعلم لدى التلاميذ عن طريق القيام بالألعاب المتنوعة التي يؤدونها بعفوية وتلقائية، وهي ذات قاعدة معرفية تربوية تتركز في أذهانهم لمدة طويلة، تجنى ثمارها في المستقبل. ولابد من الإشارة إلى بعض المسؤوليات الملقاة على عاتق الملاك التعليمي، منها متابعة التلاميذ عن طريق المراقبة التي يكون هدفها الحفاظ على سلامتهم، وإرشادهم إلى روح التعاون والمحبة فيما بينهم، مع مراعاة عدم التدخل في اختيارهم للألعاب السليمة والمسلية. وفي الختام، فأن الدقائق القليلة التي يقضيها التلاميذ في ذروة نشاطهم وقدراتهم تؤتي بثمارها وآثارها لمزيد من الحيوية والنشاط داخل الصف.