الواقع المعزز: تجْربةٌ تكنولوجيةٌ بطريقةٍ واقعيةٍ
تقنية تحسن من العالم المادي عن طريق دمج العناصر الرقمية ببيئات العالم الحقيقي، مما يوفر تجربة تفاعلية غنية، بخلاف الواقع الذي يغمر المستخدمين في بيئة افتراضية بالكامل، يحافظ (الواقع المعزز) على الاتصال بالعالم الحقيقي، مضيفا حزمة من المعلومات الرقمية إلى ما يراه المستخدمون، ويسمعونه، ويشعرون به في محيطهم المادي. تكمن الميزة الرئيسة (للواقع المعزز) في قدرته على تحسين تجارب العالم الحقيقي عن طريق توفير معلومات وسياقات إضافية قد تكون بسيطة كعرض تعليمات القيادة على الزجاج الأمامي للسيارة، أو معقدة كتمكين المهندسين من تصور نماذج ثلاثية الأبعاد للآلات في بيئتهم الفعلية. مع تطور تقنية (الواقع المعزز)، تتوسع تطبيقاتها بسرعة، مما يجعلها أداة أساسية في مختلف الصناعات. نماذج من استخدام الواقع المعزز: 1ـ إيكيا بليس: يتيح هذا التطبيق للمستخدمين تصور شكل الأثاث في منازلهم قبل الشراء عن طريق استخدام الواقع المعزز، يعرض التطبيق نماذج ثلاثية الأبعاد للأثاث في عرض فوري لغرفة المستخدم، مما يساعده على اتخاذ قرارات شراء مدروسة. 2ـ عدسة جوجل: تستخدم هذه الأداة (الواقع المعزز) لتوفير معلومات عن الأشياء التي يوجه المستخدمون كاميرات هواتفهم الذكية إليها، فعلى سبيل المثال قد يؤدي توجيه عدسة جوجل إلى نبات ما إلى تحديد نوعه، بينما قد يؤدي توجيهها إلى مطعم ما إلى عرض التقييمات وخيارات القائمة. 3ـ (فلاتر سناب شات): تتيح منقيات الواقع المعزز من (سناب شات) للمستخدمين إضافة تأثيرات مرحة إلى صورهم الشخصية عن طريق تحديد ملامح الوجه وإضافة تحسينات رقمية. وقد توسعت هذه التقنية منذ ظهورها لتشمل مجال الإعلان، إذ تنشئ العلامات التجارية تجارب خاصة لحملاتها التسويقية عن طريق (الواقع المعزز)، بدءا من الترفيه وتجارة التجزئة، وصولا إلى التطبيقات المهنية، مما يبرز أهميته المتصاعدة في مختلف القطاعات. أنواع الواقع المعزز: 1ـ الواقع المعزز القائم على العلامات: يعتمد هذا النوع على العلامات البصرية، كرموز الاستجابة السريعة، أو الصور لعرض المحتوى الرقمي، إذ عندما يتعرف برنامج (الواقع المعزز) على العلامة، يركب المعلومات الرقمية المقابلة للعالم الحقيقي، ويستخدم هذا النوع في التسويق، والألعاب، والتعليم؛ لتوفير تجارب تفاعلية. 2ـ الواقع المعزز بدون علامات: يعرف أيضا باسم (الواقع المعزز القائم على الموقع)، ولا يتطلب هذا النوع علامات محددة للعمل، بل بدلا من ذلك، يستخدم نظام تحديد المواقع العالمي، ومقاييس التسارع، والبوصلات الرقمية لتحديد موقع المستخدم واتجاهه، مع تركيب المحتوى الرقمي ذي الصلة على البيئة، كميزة العرض المباشر في خرائط جوجل، التي تركب تعليمات الملاحة على العالم الحقيقي مثلما ترى عن طريق عدسة الهاتف الذكي. 3ـ الواقع المعزز القائم على الإسقاط: في هذا النوع يعرض المحتوى الرقمي على أسطح مادية، مما يسمح للمستخدمين بالتفاعل مع المحتوى كأنه جزء من البيئة، ويستخدم في المعارض، والمنشآت الفنية، والإعدادات الصناعية، إذ تكون هناك حاجة إلى تصورات واسعة النطاق. 4ـ الواقع المعزز القائم على التركيب: يستبدل هذا النوع أجزاء من المشهد الواقعي بعناصر رقمية أو يحسنها، فعلى سبيل المثال، يمكنه في مجال الرعاية الصحية أنْ يركب صورا رقمية عن أعضاء الجسم لجسم المريض لمساعدة الجراحين عند إجراء العمليات الجراحية. 5ـ الواقع المعزز المحدد: يستخدم تقنية التعرف على الصور لاكتشاف أطراف الأجسام وخطوطها في العالم الواقعي، ويركب خطوطا رقمية عليها لتحسين التصور، ويستخدم هذا النوع غالبا في التصميم المعماري وصناعة السيارات لإبراز بنية الأجسام وشكلها. إيجابيات الواقع المعزز: يمنح تجربة محسنة في مجال التعلم والتدريب، مع زيادة إمكانية الوصول. سلبيات الواقع المعزز: هناك مخاوف من انتهاك الخصوصية، فضلا عن وجود قيود تقنية، وتكاليف التطوير المرتفعة. يغير الواقع المعزز طريقة تفاعلنا مع العالم عن طريق سد الفجوة بين العالمين الرقمي والمادي، فهذه التقنية ليست مجرد مجموعة من المعلومات، بل وسيلة لخلق تجارب أكثر فائدة وكفاءة وشمولية في الحياة اليومية وفي البيئات المهنية.