رياض الزهراء العدد 221 إسقاطات ذاتية
ذاكرةٌ تتكئ على وجع الأربعين
عندما يحل الليل، وتهب النسيمات، نسيمات الحنين عند عتبة الذكريات، تمر أمام ناظري كلما أغمضت جفوني؛ لتوقد الأشواق في أحضانٍ مسروقة.. في لحظةٍ كانت عامرة بالأمان والحياة، أصبحت غريبة بلا وطن، أينما التفت يخاطبني الصدى متسائلا: أين أبي؟ أين القلب الذي كان يعالجني من جراح الأيام؟ أبي الغالي، هل تأتيني كي تراني أستغيث وفي داخلي غصةٌ عالقةٌ بأهدابي.. في هيئة دمعةٍ تخاف النزول على وجنتي، ولا تجد يد أبي تواسيها.. ذاك الذي سافر، تاركا إياي أتوق لعودةٍ لا أعرف موعدها.. في دارٍ من القطيعة والغربة، طفلةٌ تعاني من الشوق، وقد فطمت من حنان أبيها.. أبي حبيبي: كنت أرغب بشدة في أنْ يكون لقائي بك نورا ساطعا بين جسرين، كل منهما في بعدٍ يتجاوز الزمان والمكان؛ ليهدئ فؤادي، الذي غدا كالمِرجل، ويطفئ غليله بعد مشقةٍ طويلة، في عالمٍ لا يعرف للفقد معنى، ولا للجراح نهاية.. لكن القدر كان له رأيٌ آخر.. حيث قدر أنْ أبقى وردة بلا غصن.. وأقول في نفسي: ويبقى الأربعون.. عناق روحٍ شاخت بالغربة؛ لكنها ما تزال تنبض باسمك يا أبي.. المرسل: ابنتك فاطمة العليلة العنوان: مدينة جدنا (صلى الله عليه وآله)