رياض الزهراء العدد 221 ملف الأربعين
ذكْرى ليلة أربعين الإمام الحسين (عليه السلام) في مدينة قم المقدسة
تزامنا مع حلول ذكرى أربعين الإمام الحسين (عليه السلام)، يحيي المؤمنون في مدينة قم المقدسة هذه المناسبة، وتتجلى في (إيران) بصورة فريدة، تعكس مكانة الإمام الحسين (عليه السلام) العظيمة في قلوب المؤمنين، فتتجدد الأحزان، وتتعالى الأصوات بالعزاء والولاء، وتبلغ أوجها عند زيارة قبر الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء، تلك البقعة الطاهرة التي تستقبل الملايين من الزائرين في هذه المناسبة العظيمة، فهي ليست مجرد طقوس، بل هي تعبير عن الشوق والارتباط الروحي بإمام الحق والعدل والهدى. تبدأ مراسيم ليلة الأربعين الحسيني في مدينة (قم) بقراءة الأدعية والزيارات المأثورة، ففي هذه المجالس الروحانية يتلا مقتل الإمام الحسين (عليه السلام)، وللمواكب والهيئات الحسينية دورها بما تعبره عن صدق الولاء والإيمان العميق بقضية الإمام الحسين (عليه السلام) وما قدمه من تضحيات لا تضاهى في سبيل الدين والرسالة الإسلامية، فتختار المواكب والهيئات مواقع استراتيجية قريبة من تجمع الزوار والمعزين، كالساحات العامة والشوارع الرئيسة. ومن مظاهر العزاء، ارتداء الملابس السوداء، ابتداء من الشيخ الكبير حتى الطفل الصغير، وكذلك تكتسي الشوارع والطرق بالسواد دلالة على الحزن، وترفرف الأعلام واللافتات التي تحمل أقوال الإمام الحسين (عليه السلام)، وشعارات النهضة الحسينية، ويقدم الطعام والشراب للزوار والمعزين بسخاء، فضلا عن تهيئة السكن للزائرين، وهو تجسيد لقيم الكرم وآداب الضيافة التي يشتهر بها أتباع أهل البيت (عليهم السلام)؛ لأن خدمة الزائرين والمعزين جزء أساسي من إحياء ذكر الإمام الحسين (عليه السلام)، مثلما تسهم المواكب والهيئات الحسينية بشكل كبير في تعزيز الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع في مدينة (قم) المقدسة، إذ يجتمع الناس من مختلف الأعمار والثقافات بتلاحم فريد، يشتركون في خدمة الزوار، مما يعزز من الشعور بالانتماء والمشاركة في هذه الذكرى الأليمة، وكذلك تؤدي المواكب والهيئات الحسينية دورا حيويا في نشر الوعي بشأن نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) الخالدة وسيرته وسنته الشريفة، كمقارعة الظالمين والمفسدين في الأرض، والجهاد في سبيل الله تعالى، والتضحية بالغالي والنفيس من أجل بقاء الدين.