بوصلة الولاية

آمنة عادل الأسدي/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 11

على شرفات البنفسج وفي دهاليز النور، ينبثق الفجر المؤذن برحلة إلى قلب السماوات، لم أجد بدا من الركوب على غيمة من الغيوم؛ لتأخذني عبر أثير القلوب، متجهة بي نحو اتجاه بوصلتي. كنت قد غمرني شعور الاشتياق إلى أهل البيت (عليهم السلام)، فرأيت أنْ أذكر مزاراتهم لعل الفؤاد يخفق بالحنين إلى مقام يكون اتجاه بوصلتي، وقبلة للفؤاد، وشمعة تضيء قلبي. عند الغسق، ذكرت الإمام الحسين ورقية والعباس والسجاد والأكبر (صلوات الله عليهم)، فتراءت لي سيدتي رقية (عليها السلام) التي كنت أزورها في طفولتي وصباي عندما كنا نشتاق إلى براءة الجوري وشذى الزعفران، سيدة عاشت مع إمامين وقمر وعمتها زينب (عليهم السلام)، فماذا يمكن أنْ تمتلك من كرامات عند الله تعالى ومقامات أكبر أرفع؟ سيدتي رقية، أشتاق إليك، وأنت ترسلين إلي نفحات عذبة من الحب تثلج الصدر، وتقلب الكيان، نفحات ترسم حياتنا بالألوان، وها أنا ذا على الرغم من بعد المسافة أسكن بجوارك أتنفس عبير بركاتك، وأروي ظمأ اللهفة بكلماتي. أخذتني بوصلتي إليك، إلى مقامك وقبتك البيضاء، وسمائك الزرقاء، وباحات مرقدك المرمرية بطهر الوجدان. اشتقت إلى الزيارة حيث تحملنا المحبة عبر رصيف العمر إلى بدايته، فنخرج من مرقدك برونق الطفولة التي تعلم الإباء، والحب، والشموخ، فالله تعالى قد شاء أنْ تلتحقي بأبيك، وتلتقي معه في جنان الخلد حيث لا مكان فيها للظالمين والجائرين وعبدة الجبت الطاغوت. أتراه يعود بنا الزمان، فنزور مرقدك الطاهر بعد أنْ يحل السلام في العالم، وتخمد نار الحروب، وينقشع ضباب الوحشة، فندخل روضتك الرحمانية فنزورك آمنين مطمئنين؟