رياض الزهراء العدد 221 رؤية إعلامية
كيف أكون صانعة محتوى حسيني في شهر العزاء؟
تعرف صناعة المحتوى بتقديم مادة مرئية أو مسموعة بطريقة تواكب العصر التكنولوجي الحديث، وفي صناعة المحتوى الحسيني تحديدا يوجد متطلبات أكثر، إذ لابد من الاتصاف بالأخلاق الحسينية ومبادئ واقعة عاشوراء لعولمة هذه القضية الأثيرة عبر التاريخ، وتقديم محتوى هادف بأسلوب تقني متطور وجذاب. يستعد ملايين المحبين لاستقبال موسم العزاء، ويبدأ من أبسط الأمور إلى أكبرها، بخاصة تلك التي تحتاج إلى مشاركة المؤسسات وإلى التكاتف المجتمعي، ومن أبرز الاستعدادات هو الاستعداد الإعلامي لنشر القضية الحسينية، إذ تتنافس المؤسسات الإعلامية اليوم لتقديم كل جديد يخص واقعة الطف الأليمة، لاسيما في العالم الرقمي الذي أصبح المؤثر الأول إعلاميا، فسابقا كان مقدم البرنامج هو المؤثر في القاعدة الجماهيرية من المشاهدين، أما اليوم فقد أصبح (صانع المحتوى) في الفضاء الرقمي هو من يتصدر ذلك التأثير والتفاعل مع المستخدمين لتلك المواقع والتطبيقات الإلكترونية، وكل منا يود أنْ يكون صانعا لمحتوى حسيني مؤثر، إذ يوجد العديد من الأصدقاء الافتراضيين من هم من أديان وطوائف أخرى، وهذه مسؤولية تقع على عاتقنا جميعا بأنْ نوصل حقيقة قضية عاشوراء. والسؤال الأهم هو: كيف أكون صانعة محتوى حسيني في شهر العزاء؟ وما الأدوات التي لابد من أنْ تتوافر في المحتوى الأنموذجي؟ نحتاج عدة أدوات لهذه الصناعة، وهي: أولا: النية الخالصة لله تعالى، أي نشر قضية عاشوراء بهدف نصرة الإمام الحسين (عليه السلام) ونشر مظلومية أهل البيت (عليهم السلام)، ونقل رسالة الإسلام إلى العالم أجمع بصدق وتأثير. ثانيا: معرفة الجمهور المستهدف سواء كانوا رجالا أو نساء أو أطفالا، شبابا أو شيوخا، من المسلمين، أو من الديانات الأخرى، بهدف تحديد نوع الخطاب وأسلوبه. ثالثا: الإلمام والإحاطة بالثقافة الحسينية التي تعد الأساس في صناعة المحتوى عن طريق الاعتماد على المصادر الموثوقة من الكتب المعتبرة، والمحاضرات الدينية، أو المواقع الرسمية الرصينة. رابعا: تحديد شكل المحتوى: (مرئي، مسموع، مكتوب)، ويظهر على شكل فيديوهات قصيرة، أو مشاهد تمثيلية، أو اقتباسات مؤثرة، أو المدونات، أو البودكاست. خامسا: ضرورة التركيز على المنصات الرقمية ذات التفاعل الكبير، مثل (التيك توك، الانستغرام، الفيس بوك) لإيصال المحتوى الحسيني إلى أكبر عدد من المتلقين. سادسا: الإلمام بعناصر الجذب والإقناع، فالمحتوى الأنموذجي ينبغي أنْ يكون مؤثرا وجدانيا ومنطقيا، إذ لابد من أنْ يستهدف القلب والعقل بلغة متلائمة مع الفئة المستهدفة. سابعا: الإمكانية الفنية والتقنية، أي جودة الصورة والصوت، ومحاولة إعداد المحتوى بحرفية عالية لجذب الانتباه. ثامنا: الاستمرارية في النشر وفقا لخوارزميات مواقع التواصل، إذ لابد من الاهتمام والتفاعل مع التعليقات والمشاركات، والتأكيد على رد الشبهات الواردة بأسلوب علمي وحكمة مع استشارة المتخصصين.