رياض الزهراء العدد 93 واحة البراءة
الأَسَدُ وابنُ آوَى
كان في إحدى الغابات أسد عاقل وحكيم، وفي أحد الأيام أراد ابن آوى أن يتعرّف عليه، ويصبح صديقاً له، فأتى إليه وقال: أريد أن أكون تابعاً لك، فقال الأسد: على الرحب والسعة. استطاع ابن آوى بسبب صداقته مع الأسد أن يأكل من فضلته من الصيد يومياً، حتى صار جسمه أكبر وأقوى، وأصبحت الحيوانات الصغيرة والكبيرة تهابه؛ بسبب قوته وصداقته مع الأسد، فصار يؤذي الحيوانات من دون سبب سوى حبّ الإيذاء. وفي أحد الأيام بينما كان يتمشى مع الأسد إذ رأى فيلاً من بعيد، فقال: مولاي الأسد، سأنطلق إلى الفيل وأصطاده، وأدعوك إلى تناول لحمه. قال الأسد: إنّ الفيل قويّ وضخم، ولن تستطيع صيده. فأجاب ابن آوى بغرور: لا عليك.. فقد أصبحت أقوى من ذي قبل. فانطلق إلى الفيل، وحين هجم عليه ضربه بخرطومه وأنيابه ضربة أطارته، حتى اصطدم بجذع شجرة ضخمة فتأذى، وهنا قال له الأسد: هذه نتيجة الغرور.