رياض الزهراء العدد 93 آفاق علمية
الاكتِشَافَاتُ العِلمِيَّةُ ومَعَاجِزُ القُرآنِ الكَرِيم
النجوم النابضة النجوم النابضة تعدّ من اكتشافات القرن العشرين، وهي عبارة عن نجوم في السماء تُصدر صوتاً يشبه صوت المطرقة؛ ولذلك سمّيت بـ (المطارق العملاقة)، كما أنها تُصدر موجات ثاقبة تخترق أيّ جسم في الكون، فهي طارقة وثاقبة، وهذه النتيجة وصل إليها العلماء بعد مراقبة ودراسة طويلة، ولكن القرآن كشف الحقيقة ذاتها بكلمات بليغة ومعبّرة، حيث أقسم الله (عزّ وجل) بهذه النجوم، فقال: (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ)/ (الطارق:1-3). الحياة في الفضاء قام علماء الفضاء بعمل دراسات تبيّن من خلالها أنّ هناك آثاراً لحياة بدائية على سطح أحد النيازك القادمة من الفضاء الخارجي، وبعد التأكد من وجود الماء على سطح المريخ وكواكب أخرى، أصبح لدى العلماء حقيقة كونية تقول: إنّ الحياة منتشرة في كلّ مكان. هذه الحقيقة التي لم يتأكد منها العلماء إلّا في القرن الحادي والعشرين، طرحها القرآن في القرن السابع الميلادي في قوله تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ)/ (الشورى:29). البناء الكوني بيَنت الاكتشافات الجديدة أن الكون عبارة عن بناء محكم أطلقوا عليه البناء الكوني، ولم يعد لكلمة "فضاء" أيّ معنى في ظل هذه الاكتشافات على الرغم من اعتبار العلماء للكون أنه فضاء واسع وفراغ مستمر، فالمجرات تشكّل كتل بناء، وتربط بينها المادة المظلمة والطاقة المظلمة التي لا نعرف عنها شيئاً حتى الآن. العجيب أنّ القرآن لم يستخدم أبداً كلمة "فضاء" بل وصف السماء بأنها "بناء"، وذلك في قوله تعالى: (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً..)/ (البقرة:22). وفي آية ثانية نجد الحقيقة ذاتها في قوله (عزّ وجل): (وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا)/ (الشمس:5). وهذه الكلمات تؤكد أنّ القرآن دقيق جداً من الناحية العلمية بما يشهد على صدق هذا الكتاب العظيم. الدخان الكوني ظن العلماء لسنوات طويلة أنّ الكون يحوي غباراً كونياً، وقد تبيّن أخيراً أنّ هذا الغبار هو عبارة عن (دخان كوني) يشبه الدخان الذي نعرفه، وتوجد منه كميات ضخمة في الكون منذ بداية تشكّله، وأظهرت التحاليل لجزيئات غبار التقطها علماء وكالة ناسا أنها لا تشبه الغبار، بل هي دخان يعود تشكّله إلى بدايات خلق الكون قبل مليارات السنين، ونجد أنّ القرآن وصف لنا بداية خلق السماء في قوله تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ..)/ (فصلت:11).