لُجُوءٌ فَنِّيّ

آلاء محمّد حسين الخفّاف/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 387

إشراقة فنية متميزة بفنّها، منبعثة من بين رمال حقد الحاقدين على العراق كطائر الفينيق، محلقة عالياً من جديد في سماء الوطن، مرفرفة حاملة رسالة مفادها: (سرّ خلود العراقيين فسيفساؤه الثقافية). هبة.. المرأة العراقية الموصلية، من مواليد 1982م، خريجة كلية الإدارة والاقتصاد قسم إدارة الأعمال، وهبها الله موهبة تستحق أن تسلّط عليها شمس العراق شعاعها لينمو ساعداً من سواعد إعادة بنائه بأناملها الهاوية والماهرة.كيف بدأت هوايتك هذه؟ بداياتي كانت مع الرسم الذي هويته إلى درجة العشق ولكن من دون احتراف، فلم أدرس قوانينه، ومن ثمّ الأعمال الفنية اليدوية في مجال التنسيق والديكور، وكان بيتي هو واحة فني الأول ومتنفسه، حيث احتضن كلّ ركن فيه جزءاً من أعمالي وما زاد شغفي بصياغة كلّ ركن فيه فنياً هو عدم اقتناعي بالذائقة الفنية للبضائع المعروضة في الأسواق العراقية، فهي برأيي كلاسيكية، وذات نوعية رديئة، وبأسعار غالية، ولا تحمل أي لمسة فنية راقية خصوصاً المفروشات، ولا تلبّي طموحي فيما أرغب فيه من أشكال غريبة، وصناعة متينة وشاءت الصدف في أثناء بحثي في الإنترنيت عن موديلات لمفروشات فنية أن تعرّفت على نوع من المفروشات مطرزة بنوع جديد من التطريز بأشرطة الساتان، طبعاً انبهرت بهذا النوع من التطريز، فقررت أن أبحث وأتعلم طريقة عمله، فأحضرتُ قرص (CD) وسجلت فيه دروساً متعددة في تعليم فنّ هذا التطريز من برنامج (اليوتيوب). هل ساعدك أحد على تعلّم هذا النوع من الفن؟ وهل للعائلة دور في ذلك؟ كلّا، لم أطلب المعونة من أحد، فمن طبيعتي عندما أقرّر عمل شيء أعمله بمفردي، فطلبت من زوجي أن يُحضر لي الأدوات اللازمة لهذا الغرض، وفي البداية طبعاً لم يصدّق أني سأكون قادرة على إنجاز هذا النوع من الفن، فولّدت كلماته هذه تحدياً كبيراً زيادة على حبّي لهذا النوع من الفن. كم استغرقت مدة إتقانك هذا الفن؟ بقيت حوالي ستة أشهر أدرّب نفسي، وأنجزت أول طقم لي من أربع قطع للبيت، وكانت أول مشجعة لي والدتي رحمها الله، فكانت شديدة الإعجاب بأعمالي، حتى إنها كانت تتباهى بها أمام عائلتها وصديقاتها فكنت كلّما أُكمل قطعة معينة أُسرع بها إليها، وأفاجئها بها، فيزداد بريق عينيها تألقاً فرحاً وفخراً بي، وبعدها بدأت أعمل هذه القطع كهدايا للأقرباء والأصدقاء الذين أبدوا إعجاباً كبيراً وفرحاً غامراً، حيث كانوا يعدّونها قطعاً فنية مميزة وغريبة وبالصدفة تعرّفت على مجموعة خاصة بالأعمال اليدوية على (الفيس بوك)، تديرها الفنّانتان رزان ووئام الدباغ، اسمها (الأنامل المبدعة) وعرضت عليهم أعمالي فشجعوني كثيراً أن أعمل معرضاً وأبيع فيه منتوجاتي، فكان هذا الشيء في بادئ الأمر لي محرجاً خصوصاً أني كنت مستجدة وبطيئة، وأنّ هذا النوع من العمل يحتاج إلى وقت كبير، لكني قبلت الفكرة، وعرضت بعض القطع وفوجئت بالإقبال الشديد على الشراء، لدرجة أني حاولت أن أعمل معرضاً ولم أستطع ذلك من شدة ضغط الطلبات الكثيرة من جهة، وضغط مسؤولية الأولاد من جهة أخرى. وخلال سنتين امتلكتُ خبرة عالية في تقنية العمل، وأنواع البصمات والألوان المستخدمة، فطوّرت أعمالي إلى لوحات ذات زخارف إسلامية، وفرشات أعراس وغيرها، إلّا أنّ الظرف الصعب الذي واجهني وهو وفاة والدي، ومن ثم والدتي في الوقت نفسه أدخلني في مرحلة من الكآبة نوعاً ما، فجالست البيت، وانغمست بعمل التطريز الذي أحدث لدي تقدّماً ملحوظا آخر، فأنشأت صفحة خاصة على (الفيس بوك) عرضت من خلالها أعمالي التي جذبت إعجاب الكثير من العراقيين والعرب والأجانب، ووصل عدد المعجبين إلى 48000 معجب من كافة أنحاء العالم، يراسلوني بكلّ اللّغات، وكان أول سؤال يسألونه لي، من أي بلد أنتِ؟ فأجيبهم بفخر: (أنا عراقية) حيث عددتُ هذا الفن رسالة لتعريف العالم بالعراق الأصيل. ما هو طموحك وحلمك للمستقبل؟ حلمي الكبير أن أرجع إلى أرض مدينتي الموصل، وأعمل مشغلاً بعلامة (ماركة) مسجلة لبضاعة يُكتب عليها (صنع في العراق) أصدّرها إلى كافة أنحاء العالم. هذا هو حلم هبة، أن تعلّم العالم أنّ الصمود والإبداع يُصنع في العراق.