رياض الزهراء قصص خبرية
الأربعين.. معترك البصيرة وصناعة أنصار الإمام
لم تكن (سارة عبّاس) المتطوّعة القادمة من القطيف، تتخيّل يومًا أن تجد نفسها وسط مضيف أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) الخدمي، تخدم زائرات الأربعين تحت راية قمر بني هاشم، تقول وقد التمعت في عينيها دمعة امتنان: "زيارة الأربعين، وما أدراكَ ما زيارة الأربعين؟ إنّها ميدان للنصرة، ساحة لإعداد أنصار الإمام المهدي (عجّل الله فرجه الشريف)، أشعر بالفخر العظيم أن أكون من المشمولات برعايته، وأن أقف هنا بين يدي هؤلاء الزائرات اللواتي يسرنَ في معسكر روحي نتهيّأ فيه لنصرة إمام زماننا". تتنفّس الصغداء كأنّها تستحضر وعدًا غاليًا: "كم أتوق إلى أن أكون من أولئك الذين يدافعون عن إمامهم، المسارعين لقضاء حوائجه، والثابتين صفًّا كأنّهم بنيان مرصوص للمطالبة بثأر الحسين (عليه السلام) وإن لم يسعفني لساني أو بدني يوم استغاثته، فليشهد الله أنّ سمعي وقلبي وبصري قد أجابوا نداءه" تبتسم وهي تذكر بداياتها: "لم يكن حتى في أحلامي أن أكون جزءًا من طاقم الخدمة عند قمر الهاشميين، لكن التعلّق بأذيالهم يفتح أبوابًا ما كنتُ أتصوّر أنّها ستُفتح، هناك مَن يتمنّى الخدمة فلا تُكتب له، أمّا أنا، فقد شاء الله وسادات الكون أن أعيش هذا الفصل الجديد من حياتي، متنقّلة بين الخيم، غارقة في نعيم رعايتهم وكفالتهم". تتوقّف لحظة عن الكلام ثم تضيف بنبرة واثقة: "المسيرة الأربعينية ليست حدثًا عابرًا، إنّها ثورة متجدّدة، مَن أراد أن يكون عنصرًا فاعلًا فيها، فعليه أن يمتلك بصيرة نافذة، مثلما كان العبّاس (عليه السلام)، هنا، ترى كلّ طوائف العالم، كلّ اللغات والألوان، يجتمعون في معترك عظيم تحت عين الله تعالى، لكن الفارق بين مَن يمرّ من هذه التجربة ومَن يعيشها حقًّا هو القدرة على الخروج منها بالثمرة التي يريدها الله سبحانه وسادات الكون، لا أن نعود مثلما جئنا". تختم بابتسامة إيمان: "كلّ أربعينية تكمل ما قبلها وتؤسّس لما بعدها، حتى تصير بصيرتنا نافذة كأبي الفضل العبّاس (عليه السلام)، ونحوّل هذه الدروس إلى واقع حيّ، فنكون بحقّ عناصر فعّالة في هذه الزيارة المباركة".