أَيّتُهَا المُنتَظِرَةُ خُذِي دَرساً مِن مَدرَسَةِ الوَفَاء

زبيدة طارق الكناني/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 222

تَتزاحم الأفكارُ وتتيهُ بِنا فلا يبقَى إلّا سؤالٌ يعتصرُ المُحبّينَا.. متَى نراكَ؟ تَتأملُ النفسُ، وتضيقُ الأنفاسُ، ها قَد مرّتْ سنينُ.. هَل تساءلتِ يا نفسُ: هَل أنا أَهلٌ لرؤيةِ ذلكَ النورِ المبينِ؟ هَل سأكونُ كتلكَ النّبعةِ الطّاهرةِ التي ذابتْ حبّاً بأهلِ بيتِ النُّبوةِ؟ فبِهِم هِي مِن المُتيّمينا.. أ ستحملينَ يا نفسُ لفراقِ إمامكِ كَما حملتْ فِي قلبِها ألماً وحُزناً دفينا؟ أ تفنينَ عمرَكِ مِن أجلِ نورِه كَما أفنتْ العمرَ بعشقِ الحُسينِ.. ماذا تقدّمينَ لظهورِه المباركِ؟ أتقدّمينَ روحَكِ لأجلِه أم تقدمينَ قرةَ عينِكِ كَما قدّمتْ فاطمة ليوثَ العرينِ؟ تأملِي.. هَل فكرتِ وتساءلتِ كَما تَساءلتْ؟ ماذا أقولُ لكِ يا مولاتِي الزَّهراء؟ وبأيِّ عذرٍ اعتذرُ منكِ؟ وحسينٌ قَد قَطعوا له الوَتينا.. فكانتْ الحياةُ بالنسبةِ إليهَا هِي الحسينُ (عليه السلام).. وفراقُه هو نهايةُ عمرٍ مَضى باللّوعةِ والأَنينِ.. يا أيّتُها المنتظرةُ من مدرسةِ الوفاءِ خُذي دَرساً، تلك هِي أمُّ البنينا.. للهِ دَرُّها مِن امرأةٍ حازتْ بفخرٍ رِضا الأطيبينَا.. محبّةُ الزَّهراءِ روتْ من فيضِ حبِّها ظمأَ العاشقينَا.. تعانقُ زينبَ (عليها السلام) وتَحنو على الحسنِ (عليه السلام)، وتُناجي حسيناً (عليه السلام) مناجاةَ الوالهينَا.. أمُّ القمرِ المُضيء مِن آلِ هاشمٍ، وُضعَ في حجرِها هديةَ إلهِ العالمينَا.. وثلاثةُ نجومٍ لضياءِ نقائِها انجذبتْ، وأيُّ نقاءٍ هو؟ ذلكَ نقاءُ المخلصينَا.. فأصبحتْ بفضلِ اللهِ (عزّ وجل) هي السماءُ لكلّ يدٍ، تفتحُ أبوابَها للسّائلينَا.. فإنْ كانَ لكَ حاجةٌ، توجَّه إلى اللهِ تَعالى بأمِّ البنينَ (عليه السلام) تكنْ خيرَ معينٍ.. وتيقَّن من استجابةِ دعوتِك إنْ سألتَها بحقِّ الحسينِ..