رياض الزهراء العدد 222 شمس مغيّبة
تعطري بعبق المهدوية
ها هو شهر ربيع الأول قد أقبل، شهر تشرف بنور أفضل الكائنات نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) وخير الخلق أجمعين، أنار كل الوجود بكماله وجماله، عطر العالم بجمال أخلاقه، مثلما وصفه الله (عز وجل) في كتابه الكريم: (وإنك لعلى خلقٍ عظيمٍ) (القلم:4)، وقد تجلى هذا الخلق العظيم في ذريته الأطهار (عليهم السلام)، وهم الأسوة الحسنة، والشخصيات الكاملة التي تتلألأ أمام أعيننا للاقتداء بهم، والسير على نهجهم. والإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) أشبه الخلق بجده رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقد وصفه أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: "ألا إنه أشبه الناس خلقًا وخلقًا وحسنًا برسول الله صلى الله عليه وآله"(1). فأنت أيتها المهدوية، كوني في زمن الانتظار بجمال أخلاقك زينًا لإمام زمانك، وصورة تعكسين فيها محبتك لمولاك بحسن انتظارك في هذا العصر الذي بهتت فيه جماليات الأخلاق. عطري روحك بعبق المهدوية، وليكن عطرك نابعًا من محبتك الصادقة لإمام زمانك، فيكون طهورًا لروحك من أدرانها. عطر أنيق لا يشبهه عطر آخر، يزهر بروح الولاء، فيفوح بشذاه على كل من حولك أو من يراك أو يمر بالقرب منك، فيشهد بجمال هذا العبق في أقوالك وأفعالك، فيكون جاذبًا لحب مولاه. اسكبي من عطرك المهدوي في كل خطواتك ليكون دليلًا للتائهين في زمن الانتظار، ونورًا يوقظ الغافلين فيبصرون الطريق إلى مولاهم، فهذا العطر ليس من زهر الياسمين، ولا من العود الفاخر، بل هو عطر ملائكي بنفحات الانتظار يعبق من الروح المتصلة بحضور الصاحب في القلب، فيصحبها ذلك العبق لتحيا حياة الانتظار في كل وجودها، وليكن عبقك بردًا وسلامًا. ............................ (1) الملاحم والفتن: ج1، ص285.