التكنولوجيا وأثرها في تربية الأطفال

ولاء عطشان الموسوي/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 8

في ظل تطورات العالم وعصر العولمة والتكنولوجيا الحديثة، أصبحت مهمة التربية تثقل كاهل الأم لصعوبتها مع هذا الانفتاح والتحديات التي تواجهها في تربية أطفالها، بعد أن كان عالم الأطفال ما قبل هذا التطور مقتصرًا على اتباع والديهم، والعمل بما يرون أمامهم من أهليهم، لكن اليوم صار للإنترنت دور في تربية الأطفال وتوجيههم عبر رسائل خفية تصل إليهم عن طريق التطبيقات والبرامج، فكيف تستطيع الأم أن توظف التكنولوجيا في تربية أطفالها؟ ولأهمية هذا الموضوع استطلعنا آراء مجموعة من النساء العاملات وربات البيوت، لمعرفة آرائهن، فقالت المهندسة نورس حسين ناجي/ موظفة في بلدية كربلاء: في وقتنا هذا أصبحت التكنولوجيا جزءًا من حياتنا اليومية، وباستطاعة الأم الاستفادة منها في تربية أطفالها، كالتطبيقات التعليمية التي تساعد الطفل على تعلم الحروف أو الأرقام، أو الفيديوهات المفيدة التي تناسب عمره، مع مراقبة ما يشاهده لحمايته من المحتوى غير المناسب، فالتكنولوجيا إن استخدمناها بشكل صحيح، فستكون وسيلةً مفيدةً ومسليةً لتربية الأطفال. أما م. م عبير سليم الحلبي/ أستاذة جامعية، فتقول: بالنسبة إلى التكنولوجيا، فهي التطور الحاصل في أدوات استطاع الإنسان أن يبتكرها من أجل أن تخدمه، ومن ثم فهو اشتغل على تطويرها إلى الحد الذي أصبح لا يستطيع أن يستغني عنها، وتستطيع الأم أن تستخدمها في التربية، كأن تشاهد أفلام الكارتون مع طفلها الذي بدأ يدرك أشياء بسيطة من الحياة، لكنه يرى الحياة عالمًا كبيرًا عليه، أو تساعده على أن يتعلم أساسيات الحاسوب، وينطلق منها إلى تعلم الرياضيات أو اللغات عن طريق برامج المخاطبة، فتكون أداةً سهلة التداول وبسيطة الاستعمال، ومن الضروري أن تكون الأم محيطة بالتطورات الحاصلة في عالم التكنولوجيا؛ لأنها أصبحت عالمًا محيطًا بالإنسان من كل الجهات، ودخلت في أدق التفاصيل، كالسرير المتحرك الذي يهز الرضيع بشكل إلكتروني، أو أدوات العناية الصحية كالمحرار، وجهاز قياس الضغط، وجهاز التحكم بدرجات الحرارة والبرودة داخل الغرفة، وكاميرات مراقبة الطفل الرضيع، كلها من نتاج التطور التكنولوجي، وأحيانًا تخاف الأم من سيطرة هذا العالم على طفلها، لكن معرفة إيجابيات التكنولوجيا تجعلها مفيدة إلى أبعد الحدود، وبذلك تستطيع الأم أن تعتني بطفلها من عدة جهات: ١- العناية التربوية. ٢- العناية العلمية. ٣- العناية الصحية. ٤- التأقلم والتوافق مع مستجدات الحياة. وقالت التربوية كوثر عمران: بما أننا نعيش في زمن التطور التكنولوجي السريع جدًا، وهذه الموجة العاتية تحمل في طياتها سيفًا ذا حدين، فلابد من ركوب هذه الموجة لمنع سلبياتها، والاستفادة من إيجابياتها لحماية الأطفال، والاستفادة منها عبر تحديد وقت المشاهدات ومراقبتهم، وتحبيب المتابعة العائلية للبرامج، أو الأفلام، أو التقارير التربوية العلمية التي تفيد الطفل بحسب عمره وإمكاناته الاستيعابية، وبصفتي أما فأنا أتحمل عبء التدقيق العميق في محتوى كل برنامج وإن كان مخصصًا للأطفال؛ لأرى إن كان فيه ما هو سلبي غير مناسب للطفل؛ لأنني أدرك أن الواقع اليوم يفرض علي تكريس وقتي لمتابعة ما يشاهده أطفالي، وأحاول قدر الإمكان اختيار البرامج الهادفة أو القصص التي تصب في مصلحة التربية الصحيحة، أو إصلاح سلوك معين لدى الطفل، فالتكنولوجيا وجدت لتساعدنا في التربية، لا لتفصلنا عن الطفل، أو تركه بين مخالبها. لكل أمر جوانب سلبية وأخرى إيجابية، وللمرأة الدور الكبير في تربية الأجيال وتنشئتهم تنشئة سليمة؛ لذلك لابد من أن تتزود بالمعرفة، وتواكب التطور، وتعرف كيف تستفيد من التكنولوجيا والإنترنت، وتدير دفة الحداثة بما يخدمها في تربية أطفالها.