البراعم الحسينية تزهر في الحرم العباسي المطهر

مريم حميد الياسري/ كربلاء المقدسة
عدد المشاهدات : 10

مثلما يحرص الغارس على مداراة براعمه حتى تزهر ثم تثمر، كذلك تحرص شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية التابعة لمكتب المتولي الشرعي للشؤون النسوية في العتبة العباسية المقدسة في ضمن رؤيتها الهادفة إلى تنشئة جيل فتي، يحمل روح الولاء الحسيني عبر المرحلة الثانية من مشروعها التربوي (إعداد خادم)، الذي يأتي في ضمن فعاليات دورة (براعم الكفيل الثانية) التي يعبر عنوانها عن الرعاية التي تسعى العتبة العباسية المقدسة إلى قطف ثمارها، فضلًا عن إدامتها لتخدم المجتمع بما يرضي الله سبحانه، ورسوله الكريم وأهل بيته (صلوات الله عليهم أجمعين)، فقدمت شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية باقة من الدروس النظرية والعملية لـ(100) مشتركة من الفئات العمرية المختلفة، تأتي في ضمن (7) مراحل، تتميز بمجموعة من الأنشطة المميزة: 1ـ محاضرات في دورة براعم الكفيل الثانية: قدمت مجموعة من المحاضرات المتنوعة التي استهدفت تعزيز الجوانب الروحية والفكرية للمشاركات بأسلوب مبسط يناسب فئة البراعم من قبل مربيات متخصصات، إذ تناولت المحاضرات محاور متعددة، منها: الفقه، العقيدة، الأخلاق، القرآن الكريم، إلى جانب التركيز على مفهوم الخدمة الحسينية بصفتها قيمة إنسانية، وسلوك عملي ينبع من مودة أهل البيت (عليهم السلام) وموالاتهم. 2ـ براعم الكفيل في حضرة الإباء: قدمت دورة براعم الكفيل الثانية دروسًا تفاعلية عن معنى الإباء والصمود عند الإمام الحسين (عليه السلام)، فشرحت المحاضرات بعض مواقفه (عليه السلام) في معركة الطف، ثم وجهت الأسئلة للمشتركات، ووزعت الهدايا عليهن. 3ـ براعم الكفيل في ضيافة المكتبة: استضافت مكتبة شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية براعم الدورة الثانية، وقدمت لهن محاضرة تثقيفية مميزة، تناولت أهمية المكتبة لكونها بيتًا للعلم، ومصدرًا للمعرفة وأوضحت المحاضرة المفاهيم المكتبية بأسلوب مبسط وشائق، مع التركيز على دور المكتبة في صقل المهارات الفكرية والبحثية، وتعزيز عادة القراءة والتعلم الذاتي لدى الطالبات، وتفاعلت البراعم المشاركة مع المحاضرة تفاعلًا طيبًا، فكانت لهن مداخلات وأسئلة بناءة، مما أضفى على المحاضرة أجواءً معرفيةً طيبةً. 4ـ براعم الكفيل والخدمة في رحاب الحرم العباسي المطهر: باشرت (50) فتاةً من دورة براعم الكفيل الثانية بتطبيق الجانب العملي من دورتهن التدريبية في الحرم العباسي المطهر عبر تقديم الخدمات المتنوعة للزائرات، شملت الصحن والسرداب المطهرين، سبقتها محاضرة قصيرة بهدف تهيئة البراعم نفسيًا وروحيًا لهذه التجربة الفريدة، وقد رافقت الأخوات الزينبيات البراعم خلال نشاطهن، دعمًا وإرشادًا لهن في أولى خطواتهن في درب الخدمة المشرفة، فيما انضمت المجموعة الثانية المكونة من (50) فتاةً لاحقًا؛ لإتمام مهام الخدمة الشريفة داخل الصحن المطهر في ضمن خطة متكاملة تهدف إلى تعزيز روح المسؤولية والانتماء الديني لدى المشاركات. 5ـ ريشة الإبداع في أيدي براعم الكفيل: تضمن برنامج الدورة درسًا في فن الرسم بهدف اكتشاف مواهب الطالبات وتنميتها، وشهد الدرس تفاعلًا طيبًا من قبل المشاركات اللائي رسمن لوحات ملؤها البراءة والخيال، وأكدت المشرفات أن الرسم يسهم في تعزيز الثقة بالنفس، وتطوير المهارات الفنية لدى البراعم. 6ـ ساعة ترفيهية: نظمت استراحة ترفيهية بعنوان (التسلية والألعاب)؛ لخلق أجواء من المرح والبهجة للمشتركات، وتنوعت الألعاب بين الحركية والذهنية بهدف تعزيز الجوانب النفسية والاجتماعية لدى الأطفال، وعبرت المشاركات عن سعادتهن بهذا النشاط الممتع الذي يعد جزءًا من سلسلة دروس تجمع بين الفائدة والمتعة، في بيئة تربوية آمنة ومحفزة. 7ـ رحلة ترفيهية: نظمت رحلة فريدة ومميزة إلى مشاتل العتبة العباسية المقدسة، وتهدف هذه الرحلة إلى تقديم تجربة تعليمية وترفيهية غنية تجمع بين جمال الطبيعة، وبين التفكر بنعم الله تعالى، إذ عاشت الطالبات لحظات فريدة، مليئة بالفائدة في أثناء التجول في المشاتل، وتعرفن على أنواع النباتات والأشجار، إضافة إلى فعاليات ترفيهية وثقافية تعزز من الروح الجماعية والمحبة بين المشاركات، وترسخ الدروس القيمة، والذكريات الجميلة. اختتمت شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية تخريج هذه الدفعة من مشروع براعم الكفيل بإقامة حفل حمل شعار (بخدمتي أرتقي)، وتخلل فقراته عرض فيلم وثائقي بعنوان (براعم الكفيل: زهور على أرض النور)، تناول مسيرة المشروع وتأثيره، ثم قدمت مجموعة من الطالبات عملًا مسرحيًا بعنوان (بخدمتي أرتقي)، جسد قيم العطاء والولاء، وفي الفقرة الأخيرة قدمت مجموعة من الطالبات أنشودة (الخادمة الصغرى) التي لامست إحساس الحاضرات، فطلبن إعادتها. ختم الحفل بتكريم الملاك التعليمي والسيدات المشرفات وسط مشاعر مليئة بالأمل والتفاؤل بمستقبل هذه البراعم التي ستكمل مسيرة الخدمة الحسينية بوعي وإخلاص، وتأتي هذه الدورة في ضمن المبادرات التي تحرص شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية على تقديمها لتنمية مهارات الطالبات وتعزيز وعيهن الديني، وتنمية ثقافتهن، وتزويدهن بالمعلومات النافعة وسط أجواء مليئة بالمرح والفائدة.