الإحباط وأثره النفسي في الأطفال

رحاب حسين العريفاوي/ النجف الأشرف
عدد المشاهدات : 13

يتميز الأطفال بحساسية عالية تجاه المواقف الصادرة من الآخرين، بخاصة أفراد الأسرة، وتكمن هذه الحساسية في قوة الاستجابة العاطفية تجاه المواقف المختلفة، بخاصة فيما يتعلق بالمنع والحرمان، أو فقدان الدعم والتشجيع، أو الضغط النفسي، مما يجعل الطفل عرضةً للأمراض النفسية، وضعف الشخصية، وقد تتمثل مظاهر الإحباط على شكل الحزن، أو التعب، أو الخوف، ولذلك يمكن عد الإحباط حالةً نفسيةً يشعر الطفل معها بالفشل أو عدم الرضا عن أدائه أو الحياة بشكل عام، وذلك نتيجة العجز عن تحقيق الأهداف والرغبات المعينة المقصودة بسبب العوائق الخارجية الصادرة عن المحيط، لاسيما محيط العائلة، ويمكن أن يسبب الإحباط العديد من المشاكل، منها: ـ صعوبة السعي والاندفاع لتحقيق الطموحات المستقبلية. ـ الرفض الاجتماعي والمهني. ـ الشعور بالضغط النفسي بشكل مستمر. وقد يؤدي الإحباط إذا استمر لمدة طويلة إلى حالة من القلق المستمر، فضلًا عن الكآبة والتوتر، ولهذا السبب قيل إن الإحباط عبارة عن حالة ضعف في الاتفاق المعنوي مع النفس؛ لذلك فإن أي تصرف نقوم به تجاه الطفل مهما كان صغيرًا أو كبيرًا، سيترك أثره في حاضره ومستقبله، وأن تربية الطفل عن طريق الدعم المعنوي والتشجيع، من شأنه أن ينمي فيه صفات ومهارات عالية، تتمثل في الجد والاجتهاد، والسعي المتكرر من دون ملل. وقد يترك الإحباط آثارًا عديدة في الأطفال، كالحزن، والشعور بالغضب، والاستفزاز، وذلك عندما لا يستطيع الحصول على شيء يريده، فعندما يحاول الطفل أن يلعب في وقت متأخر من الليل، فإن المنع القوي يسبب له نوعًا من الإحباط؛ لذلك علينا أن نشرح له الأسباب التي تكمن وراء هذا المنع بأسلوب لطيف ومحبب، قريب إلى نفسيته؛ ليقتنع وينأى عن الشعور بالإحباط. أثر الإحباط في نفسية الطفل وسلوكه: 1ـ العدوانية: قد يصبح الطفل عدوانيًا، كثير الغضب والمشاجرات. 2- الانسحاب الاجتماعي: يبدأ الطفل بالميل نحو العزلة تجنبًا للشعور بالإحراج الناتج عن الفشل. 3- القلق والتوتر. 4- ضعف الثقة بالنفس. كيف تجنبين طفلك الشعور بالإحباط؟ 1ـ ازرعي في طفلك الثقة بالنفس عن طريق التشجيع والإنصات جيدًا لأفكاره، ومحاولة فهم مشاعره، وإظهار التقدير لمجهوده، ولا تكتفي بتقدير النتائج فقط. 2- عللي الأسباب وراء الأشياء التي ترفضين قيام طفلك بها؛ لأن التعليل يسهم في خفض حدة الشعور بالإحباط. 3- علمي طفلك التفكير الإيجابي، واحتفلي بإنجازاته. 4- لا تتحدثي مع طفلك وأنت مشغولة بشيء آخر، بل انظري في عينيه، وأنصتي لما يعبر عنه؛ لأن النظر إليه يمنحه شعورًا نفسيًا مريحًا، ويعزز من ثقته بنفسه. 5ـ اعملي على اكتشاف مواهب طفلك، وحاولي صقلها وتشذيبها، وتوجيهها توجيهًا سليمًا لما فيه منفعة له وللآخرين، من دون كبح جماح تلك الطاقات، بل تأطيرها بما يناسب المجتمع الإسلامي.