رياض الزهراء العدد 222 امرأة مدبرة
ماذا ادخرت لابنتك وهي على أعتاب الزواج؟
هل ادخرت لابنتك مالًا، أم عبرةً، أم نصيحة؟ فعندما تطلب بناتنا للزواج، فإن أول ما يفكر به الأهل هو الجانب المادي، بخاصة فيما يتعلق بالتحضيرات للعرس، التي أصبحت الآن مبالغًا فيها ومكلفة للأهل، من المجوهرات، والأثاث الفاخر، وغيرها، في حين كانت جداتنا وأمهاتنا في السابق يدخرن بعض الأشياء البسيطة لبناتهن أو حفيداتهن، وتوضع مع جهاز العروس عند الزواج، كبعض المنسوجات، أو الفرشات، أو التحفيات، أو قطع من الحلي التي تقدم عربون محبة. ويا للأسف هناك أمور لا تدخر، كتقديم النصيحة والإرشاد للبنت وهي ستدخل حياةً جديدةً، وستنتمي إلى أسرة قد تختلف كثيرًا عن أسرتها في العادات والطباع، وستتحمل البنت مسؤوليات لم تكن تحملها وهي في بيت أهلها، وهناك واجبات عليها القيام بها فرضت عليها نتيجة هذا الارتباط، كطاعة الزوج وتأدية حقوقه، والعيش معه في مختلف الظروف في السراء والضراء، فضلًا عن دعمه على كسب اللقمة الحلال، وعدم تكليفه فوق طاقته، واحترام أهله وتقديم المساعدة لهم، وجعل محبتهم جزءًا من محبته واحترامهم من احترامه، وحفظ ماله وعرضه في وجوده وغيابه. أما عن تجربتي مع ابنتي المقبلة على الزواج فقد أرادت هي وخطيبها الإعداد لحفلة كبيرة من أجل عقد القران، يدعوان إليها الأهل والأصدقاء، فقدمت لي كشف حساب بمبلغ كبير، سيكلف الزوج الكثير من الأموال، فاقترحت عليهما أن يتم عقد القران في إحدى العتبات المقدسة، وبالفعل تم العقد في الصحن المطهر لأمير المؤمنين (عليه السلام)، ومنحتهما العتبة العلوية المقدسة هدية، كانت نسخة من كتاب الله المجيد ورداءً للصلاة ما تزال ابنتي تحتفظ به إلى الآن، وقسم المبلغ الذي ادخراه للحفلة مع ما أسهمت به من أموالي الخاصة إلى قسمين: نصفه إلى (صندوق الإحسان والمرحمة)، أما القسم الآخر من المال فأنفقاه في سفرهما لزيارة الإمام الرضا (عليه السلام) والإقامة في مدينة مشهد المقدسة لمدة شهر كامل، وبعد مضي (10) سنوات على زواج ابنتي ما تزال هي وزوجها يشكرانني على نصيحتي إياهما. هناك أمور بسيطة، لكنها كفيلة بالسعادة والرضا، ونصيحتي إلى كل أم شارفت ابنتها على الزواج أن تقدم لها ما يدعم ويقوي أركان بيتها المستقبلي، وأن تجنبها تكليف زوجها فوق طاقته، وأن تكون له سندًا، وتتحمل معه أعباء الحياة، وتكون شخصًا يدخل عليه السعادة، وتكون أنسًا وسكنًا له مثلما كانت سيدة نساء العالمين (عليها السلام) للإمام علي (عليه السلام).