رسالةٌ من بنات الكفيل

خاصّ مجلّة رياض الزهراء(عليها السلام)
عدد المشاهدات : 8

لا أدري كيف أصف الألم الذي اعتصر قلبي عندما علمت أني من دفعة عام (٢٠٢٥م)، ولن أشارك في دفعة عام (2024م)، شعرت بألم لم أجربه سابقًا، قلت في نفسي: أيعقل أن أبا الفضل (عليه السلام) يخيب أملي في حاجتي التي طلبتها منه بعيون مغرورقة بالدموع وأنا أقبض بيدي ضريحه المبارك، وبالأخرى أمسك الريشة وأنا أخدم في حرمه الشريف، فراودني شعور باستجابة دعائي وتحقيق سؤلي. مر أسبوعان على تسجيل دفعة بنات الكفيل للعام (٢٠٢٤م) والخيبة تعتري فرحتي؛ إلا أن أختي أرادت من يرافقها إلى الحفل المركزي ويعينها؛ لأنها من ذوي الهمم، تجلس على الكرسي الكهربائي المتحرك، ولا تستطيع المشي، تمت الموافقة من قبل الملاك التنسيقي بأن تأخذني معها بصفتي مرافقةً لها، وهنا اغرورقت عيناي بالدموع للمرة الثانية، لكن من شدة الفرح، فخاطبت المولى أبا الفضل العباس (عليه السلام): سيدي أنا متيقنة حاشاك أن تتركني، وستشفع لي في حاجتي وهي الحضور والمشاركة مع بنات الكفيل الدفعة الثامنة. ذهبنا صباح يوم الجمعة، وفد محافظتنا وصل متأخرًا، أنا وأختي كنا آخر من وصل إلى مكان الحفل، وانتظرنا حتى تدخل كل الخريجات ونحن آخر من يدخل لوجود الكرسي الكهربائي، رأيت من بعيد كل المقاعد ممتلئة، وعلى ما يبدو أننا لن نجد مقعدًا فارغًا، لاسيما أن على كل كرسي وضعت قبعة ووشاح، فإن لم نحصل على مقعد، فلن نحصل على وشاح وقبعة ولا نستطيع المشاركة. سرت بأختي لأضعها في المقدمة، وأنا أسير وجدت مقعدًا شاغرًا، وضع عليه كيسان، سألت الفتاة التي كانت تجلس بجانبه: هل هذا المقعد محجوز؟ فأجابت بالنفي، هنا غمرتني عناية الكافل صاحب الجود والكرم، فإننا كنا بعينه وتحت رعايته، فلقد رأيت العديد من الفتيات يمررن من جانب هذا المقعد وهن يبحثن عن مكان للجلوس، كأني بقمر العشيرة روحي فداه قد أعد هذا المقعد لي خاصة، فأختي لها كرسيها المتحرك! حين جلوسي بباب القبلة حدثته بدموع الامتنان فأنا الوحيدة في هذا الجمع من دفعة عام (2025م)، فمن أنا لأحظى بهذا التوفيق وآتي بغير موعدي! إنها دعوة العباس (عليه السلام) الذي أراد ألا يكسر قلب خادمة في مرقده الطاهر. سيدي! أنا لا أستحق هذا التوفيق وهذا التنسيب؛ لكنك أبو بالوفاء لمحبيك، كراماتك كثيرة بما جاد به قطب السخاء على من لاذ بك واستجار بضريحك.. شكرًا جزيلًا مولاي..