تَذْرُونِي الرِّيَاح
أهيمُ في صحرائِي.. الحزنُ يمزِّقُ فؤادِي.. أبحثُ عن مطرٍ، عَن شمسٍ لا تغيبُ.. أبحثُ عن ظلٍّ في لواهبِ الحرمانِ.. أبحثُ عن خريرِ ماءٍ يُطفِئ النيرانَ.. شلالٌ يتلَألَأ.. يتراءَى لِي كالسَّرابِ من بَعيد.. تتراقصُ ألسنتُهُ كنيرانٍ مشتعلةٍ.. أَسري إليهِ، أقصدُه بارتجافِي، يولِّي هارِباً! أناديهِ.. أمدُّ يدي نحوَهُ.. أحدِّثُه في رجاءِ المستغيثِ.. أيّهَا الماءُ باللهِ عليكَ تأنَّى.. إني عَطشى لبرودتِكَ المنعشةِ.. أتسربلُ رطوبتَكَ.. أطفِئ بها النيرانَ المتأجّجةَ.. فتَّتني الجفافُ.. تناثرتُ.. أذرتنِي الرياحُ مع غَمامِها.. حوَّلتنِي إلى ذرَّاتِ مطرٍ.. تسفُ قطراتِها إليَّ حيثُ الحِرمَان.. تَشدو جَوارحِي معزوفةَ الحزنِ الدفينِ.. قيثارةُ وجعِي تئِنُّ صدىً يفتِّتُ الوجدانَ.. تُردِّدُ ألحانَ الصّمتِ.. بَصيصَ نورٍ.. ينبثقُ كنصلٍ لامعٍ.. كلؤلؤٍ ملتقَطٍ من عمقِ البحارِ يخرجُ من بينِ فجواتِ المياهِ.. يضمُّني بينَ حنايَاه.. أدفنُ رأسِي.. تُغمضُّ عينايَ.. أهيمُ في عالمِ الّلاوعيّ راحلةً بضجيجِي.. وأنينِي نحوَ الملكوتِ..