رياض الزهراء العدد 223 شمس مغيّبة
أبتاه! خذ بيدي
سيّدي يا صاحب الزمان، أين أنتَ؟ أبتاه الحنون، خذ بيدي إليكَ، أرى نفسي تخذلني، وهوى النفس يأسرني، والشيطان يُمنّيني بشتى الأمانيّ.. هذا زمن تتكالب فيه الأهواء، وباتت النفوس منغمسة في الشهوات، وأنتَ بأبي وأمّي في غربتكَ تعاني من قسوة القلوب، ولعلّني أنا من هؤلاء القساة حين ألهو عن ذكركَ.. أبتاه، هذه روحي بين يديكَ، منهكة من ضنك الحياة، تعيش الحيرة في متاهاتها، ويسكنها الخوف لئلا تغادرها أنوار بركاتكَ.. آهٍ لهذه الروح، كلّما دنت منكَ أبعدتها أمواج الذنوب، فمتى تنتفض من سباتها؟ سيّدي، تفضّل عليّ بغيث ألطافكَ؛ لتنقشع عنّي تلك الحُجب، فتحلّق روحي إليكَ، فتغمرها أنواركَ القدسية.. أبتاه، أخرجني من ظلمات نفسي، فأنتَ الهادي لأرواحنا، وأنتَ النور لأبصارنا.. أبتاه، خذْ بيدي؛ ليجلّلني نوركَ المبارك.. أبتاه، متى تنتهي غربتنا، فقد أنهكنا الاشتياق، وأيتمنا الغياب.. أما آن اللقاء لينسينا مرارة الانتظار؟ فأنتَ بوصلة النور لتخرجنا من الضياع.. ففي ظهوركَ سيعمّ الأمان، ونعيش في جنّة السلام..