رياض الزهراء العدد 82 ألم الجراح
مَعَاصِمُ كَسَرتْ قُيودَ البَغْي
انحنى الصبر جاثياً على ركبتيه شكراً للمولى؛ لأنه اقترن بعقيلة الهاشميين فقد تجلبب بها فتزينب فارتقى علوّاً.. تعانقا عناق المحبين فحظينا بدروس الإباء في مدرسة الإمام الحسين (عليه السلام).. مولاتي يا زينب كيف لا تكونين هكذا !.. وأنتِ من ذللتِ أنوف الطغاة تحت قدميكِ الشريفتين.. وكنتِ أكثر رسوخاً من الجبال العالية، وأكثر ثورة من أمواج المحيط، وربّما هذه تهدأ تارة وتارة تهيج، وأنت لا تهدئين.. والشمس قد تأفل ونور ضيائك يتلألأ باقياً سرمدا.. واحتسابك صبراً في كربلاء على مدى الزمان يتجدد.. وخُطبك في أرض الكوفة والشام بمآذن تشهّد.. يا مَن رضعتِ لبان الوحي من الزهراء البتول (عليها السلام).. وغُذّيتِ بغذاء الكرامة فنشأت نشأة قدسية وتربيتِ تربية روحانية فالتفت حولك العفة والحشمة ترجوان التشرف بلثم قدميك.. فيوم رحيلكِ أدهش العقول وأفجع القلوب وأقرح الجفون.. فبيوم رحيلكِ تتجدد الأحزان في كلّ قلب.. وتمتزج الآلام في رجب باستشهاد سابع مصابيح الدجى.. مواسياً عمته زينب (عليها السلام) بنفس القيود التي كُبّلت بها في طف كربلاء.. واليوم يمضي مسموماً مظلوماً قد عانق السجدة الطويلة، ويلٌ لتلك القيود.. أما آن لها أن تخجل من رسول الله (صلى الله عليه وآله).. وصرحٌ آخر يهوي ليتجدد الحزن البليغ، وتُفجع سامراء بقتل الإمام الهادي (عليه السلام) مسموماً مظلوماً، فافترشت السواد وحثت التراب على رأسها لتمتزج جراحاتها الأليمة مع جراحات الكاظمية ودمشق.