رسالة المحبة

في صباح يوم العاشر من شهر ربيع الثاني، استيقظت (سرور) على صوت صراخ طفل في بيتهم، فهُرعت إلى جدتها قائلةً: - جدتي، جدتي، أسمع بكاءً في بيتنا، هل أنجبت أمي طفلها؟ ـ الجدة: نعم يا عزيزتي. - جدتي، متى حدث ذلك؟ ـ الجدة: أنجبت أمكِ طفلتها الجميلة عند الفجر، عندما كنتِ نائمةً يا صغيرتي. - جدتي، أريدُ أنْ أرى أمي وأختي. - حسنًا، تعالي معي. رافقت (سرور) جدتها والحماس يسبقها لرؤية والدتها وأختها حديثة الولادة، وما إنْ دخلت الغرفة، حتى هُرعت إلى الوليدة، تبتسم تارةً، وتقلب يديها تارةً أخرى، وهي تردد: - صغيرة جدًا، صغيرة جدًا. ثم بادرت جدتها بالسؤال قائلةً: ما اسمها؟ ـ الجدة: (معصومة). ردت (سرور) باستغراب: ـ (معصومة)! هذا اسم بنت جارنا أبي محمد، لا أريد أنْ يكون اسم أختي كاسمها، فأنا لا أحبها، أريد أنْ يكون اسم أختي (رقية) على اسم ابنة عمي. - الجدة: لا تقولي هذا يا حبيبتي، فاسم أختكِ على اسم سيدتنا فاطمة المعصومة (عليها السلام). - مَن تكون السيدة معصومة (عليها السلام)؟ - الجدة: إنها ابنة مولانا الإمام الكاظم (عليه السلام)، وأخت مولانا الرضا (عليه السلام). - لأنها ابنة الإمام وأخت الإمام جعلتم اسم أختي على اسمها؟ - لا، ليس هذا السبب وحده، فاليوم يصادف ذكرى استشهاد السيدة المعصومة (عليها السلام) في العاشر من شهر ربيع الثاني. - حسنًا يا جدتي عرفتُ السبب، لكني مع ذلك لا أحب أنْ يكون اسم أختي على اسم ابنة جارنا. - الجدة: لا يا صغيرتي، لا تقولي هذا الكلام، فهي تبقى ابنة جارنا، وصديقتكِ، والدين الإسلامي نهانا عن الحقد والبغضاء. - كلما نلتقي لنلعب تأخذ مني ألعابي وتضربني، لا أدري ما أفعل معها. - الجدة: مع ذلك لا يجوز أنْ تكرهيها، أنا لدي فكرة تجعلها لا تتخاصم معكِ، وتكونان صديقتين. - ما هي؟ - اذهبي إليها، وخذي معكِ لعبة جميلة وقدميها لها، وقولي لها: هذه هدية بمناسبة ولادة أختي (معصومة)، وأخبريها بأن اسم أختكِ يشبه اسمها. - حسنًا جدتي، سأفعل ذلك. في اليوم التالي أخذت (سرور) إحدى ألعابها، وذهبت إلى منزل (معصومة)، وقالت لها: - هذه هدية لكِ بمناسبة ولادة أختي (معصومة)، فاسمها يشبه اسمكِ. عانقت (معصومة) (سرور) وشكرتها، وقالت لها: شكرًا صديقتي، أنا أحبكِ كثيرًا.