رياض الزهراء العدد 223 إسقاطات ذاتية
توابل الحياة من مطبخي
رف طويل تصطف عليه عُلب التوابل والبهارات، أهملتُ آخرها، أما الصف الأول منها فقد أسرفتُ في استخدامه لحاجتي اليومية، هذا أول ما وقعت عيناي عليه عندما فتحتُ خزانة مطبخي التي تعج بالعُلب المختلفة، حتى نسيتُ بعضها، ولا أعلم لماذا وفي أي مناسبة اشتريتُها، أطلتُ النظر وسارعتُ بإخراجها؛ لأكتشف أن حاجتي اليومية هي: الملح، وثلاثة أنواع من مطيبات الطعام لا غير. هكذا هي الحياة كتوابل مطابخنا تمامًا، فسندرك في يوم ما أن العلاقات لا تسير بقانون الكثرة، حتى وجودها ليس ضروريًا لكي تجدي فيها الأصالة من عدمها، فقد تجدين في بعض الأشخاص شهامةً تفوق ما عند كل مَن عرفتِ، وقد تجدين في بعضهم مجرد عُلب تشغل حيزًا في رفوف حياتكِ، إذ حاجتكِ إليهم لا تساوي شيئًا سوى إهدار طاقتكِ، وإجهادكِ نفسيًا؛ لذلك لابد من أنْ نختار توابلنا بمهارة وتعقل، وأنْ نتوقف عن إهدار وقتنا وأموالنا في شراء ما لا حاجة لنا به، وهكذا هي العلاقات بين البشر. نظفوا خزائن مطابخكم بعناية، ووفروا المكان للتوابل التي تحتاجون إليها، ولا تكثروا من الضروريات كالملح؛ لكي لاتصابوا بالضغط العالي.