رياض الزهراء العدد 223 الملف التعليمي
العام الدراسي الجديد: انطلاقة وتوصيات
مع اقتراب موسم الدراسة يستعد الأهالي والملاكات التعليمية لاستقبال دفعة جديدة من التلاميذ الذين يلتحقون بركب المدرسة، فتبدأ العوائل بتشجيع الأطفال عن طريق إعداد القرطاسية والمستلزمات المدرسية، ويتم اختيارها بحسب رغبة الأطفال، من صور وتصاميم جميلة ومحفزة. أما بالنسبة إلى الملاك التعليمي، فهو كذلك يبدأ بتحضير الوسائل التي تساعد التلاميذ الجُدد على الالتزام بالدوام الرسمي، والالتحاق بالصفوف، والتعرف على الزملاء والحياة المدرسية، وفي بعض الأحيان تواجه العوائل والملاكات التعليمية مشكلة مع الأطفال الذين يخافون من الصف أو المدرسة، ويصرون على مرافقة أحد الوالدينِ، وهذا الأمر قد يستمر لأسابيع، وأحيانًا يستغرق الأمر أشهرًا حتى يتقبل الطفل وجوده في المدرسة وما يتوجب عليه من فروض وواجبات، وكيف يتفاعل مع زملائه والحياة المدرسية الجديدة. سابقًا، كنتُ أظن أن مُهمة تدريس المراحل المتقدمة كالإعدادية والمتوسطة هو الأصعب، لكن عندما دخلتُ مجال التدريس كمُدرسة للغة العربية، رأيتُ أن المراحل الابتدائية هي الأصعب، وأكثرها صعوبة المرحلة الابتدائية الأولى، فهي تحتاج إلى جهد واستعداد نفسي لتقبل اختلاف معاملة التلاميذ في داخل الصف، فضلًا عن الطرائق الخاصة التي تُستخدم لتأهيلهم لتعلم القراءة والكتابة. وهنا يقع على عاتق الإدارات مسؤولية اختيار المعلم الكفء القادر على التعامل بسلاسة مع هذه المرحلة العمرية، أما الملاكات التي تلتحق جديدًا بسلك التعليم، وتُنتخب لتعليم هذه المرحلة، فيجب أنْ تخضع لدورات تدريبية مكثفة بإشراف ذوي الخبرات من المعلمين المتقاعدين، إضافةً إلى المتابعة الدقيقة من قِبل المشرفين والإداريين؛ لأن هذه المرحلة هي مرحلة بناء شخصية الطفل، وهي الأساس الذي يُبنى عليه مستقبله. بعض التوصيات للأهل وللمعنيين بأمر التعليم للعام الدراسي الجديد: 1ـ التهيئة النفسية المبكرة للطفل: عَبر الحديث الإيجابي عن المدرسة، وزيارة المدرسة مسبقًا إنْ أمكن، وإخبار الطفل بمكان الصف والمعلم. 2ـ تشجيع الطفل من دون ممارسة الضغوط: عدم استخدام أسلوب التهديد أو المقارنة، بل تعزيز الحافز الذاتي للذهاب إلى المدرسة. 3ـ التركيز على برنامج يومي محدد: ضبط مواعيد النوم والاستيقاظ، والأكل قبل بدء الدوام الرسمي. 4ـ التعاون بين الأهل والمدرسة: التواصل المستمر بين الأهل وملاك المدرسة لمعالجة أي مشكلة قد تظهر مبكرًا. 5ـ اختيار المعلم المناسب للصف الأول الابتدائي: من الضروري أنْ يكون المعلم أو المعلمة على قدر عالٍ من الحنان، والعطف، والصبر والقدرة على التوجيه التربوي. 6ـ تدريب المعلمين الجُدد: تنظيم دورات مكثفة للمعلمين الجُدد، بخاصةً للصفوف الأساسية، بإشراف خبراء تربويين. 7ـ تهيئة بيئة صفية آمنة ومحفزة: تجهيز الصف الأول الابتدائي بوسائل تعليمية مشوقة، وأدوات جاذبة تُحبب التلميذ بالمدرسة. إن العام الدراسي الجديد ليس مجرد بداية تعليمية، بل هو انطلاقة تربوية، ومرحلة تأسيس لحياةٍ كاملة، فليكن دخول أطفالنا إلى المدرسة دخولًا مطمئنًا، محفوفًا بالتشجيع والفهم والرعاية.