كيف تنمين شخصية ابنتك؟
نأتي إلى الحياة ولدينا طموحات وأمانٍ وأهداف نريد تحقيقها، لكن قد تحول الظروف دون تحقيقها، ولكي نعوض ما فاتنا، نتمنى أنْ يحققها أبناؤنا، في حين يجب ألا نؤثر في طموحاتهم وأهدافهم ورغباتهم، بل نتبع أسلوب الحث والتوجيه الحَسن؛ لأن كل شخص يُولد ولديه شخصية مستقلة، فلا ينبغي للأهل أنْ يفرضوا شخصيتهم على أبنائهم؛ لأنه سوف تُمحى شخصيات الأبناء ويكونون نسخة عن الوالدينِ، بل يجب الأخذ بأيديهم وتوجيههم ليصلوا إلى بر الأمان. على الوالدينِ احترام رغبات الأبناء، وتشجيع نموهم العقلي، ومساعدتهم في استثمار الوقت وَفق إمكاناتهم العقلية والبدنية، وزرع الثقة في أنفسهم، وتعزيز روح الإبداع والمثابرة، لاسيما الفتيات، فالبنت في أغلب الأحيان تمثل امتدادًا لشخصية أمها، وذلك لوجودها معها بصورة دائمة. ساعدي ابنتكِ على أنْ تكون شخصية فعالة، ومثمرة، ومبدعة، وساعديها على تحقيق أهدافها الآنية والمستقبلية، وعلميها أن الحياة ليست اقتباسًا من حيوات الآخرين، ولا استنساخًا من تجاربهم، لكننا نستفيد من تجارب الآخرين، ونتعلم منها من دون أنْ نكرر أخطاءهم، فقد تمر على الإنسان أيام جميلة، مليئة بالرخاء، وفي بعض الأحيان تأتي أيام عكس ذلك، فعليكِ أيتها الأم أنْ تهيئي ابنتكِ لتجنبيها الوقوع في الخطأ، وعليها أنْ تتعلم من أخطائها، فلا تكررها، وحثيها على المشورة، والاستماع إلى النصيحة، وكذلك شاركي ابنتكِ حضورها في المجتمع؛ لكي تستفيد من تجارب الآخرين، وفي الوقت ذاته تكونين قد اطلعتِ على خطواتها من أجل المتابعة، والتوجيه، والاحتواء، والحوار المثمر، لا للإجبار وفرض آرائكِ وأوامركِ، ولا تجعلي من نفسكِ السيف المسلط عليها، بل الشخص المحب بلا شروط، والمُستشار، والمهتم بمصير فلذة كبده، فالإنسان غير معصوم عن الخطأ، فلا تجعليها تهرب منكِ إلى غيركِ. علينا أنْ نعزز من قوة الإيمان، والشجاعة، والعفة في شخصيات بناتنا؛ لأنها منجاة، ومفخرة، وقوة، لا ضعف، فضلًا عن تشجيعهن على اكتساب العلم النافع والثقافة الدينية، حتى لا تكون البنت فريسة للجهل، وأنْ تستطيع الرد وَفق ما أراده الشرع لها. ابنتكِ أمانة في عنقكِ، فعليكِ الأخذ بيدها، وبذل قصارى جهدكِ لمساعدتها على تحقيق النجاح في حياتها، وكوني فخورةً بها، وساعديها على أنْ تكون أسرة مؤمنة سعيدة، وشجعيها على البذل والعطاء بنفس راضية قبل يوم الحساب الذي يُقال لكِ فيه: وَقِفُوهُمْ إِنَهُمْ مَسْئُولُونَ (الصافات:24).