رياض الزهراء العدد 79 منكم وإليكم
النَّبيُّ مُوسَى والخِضرُ (عليهما السلام).. وطَلبُ العِلم
إنّ اللبيب المتفكر لقصة النبيّ موسى والخضر (عليهما السلام) يجد فيها أكثر من درس وأكثر من عبرة مستفادة، وهذه واحدة منها: طلب العلم طلب النبيّ موسى (عليه السلام) من الخضر (عليه السلام) تعليمه من بعض علومه التي مَنّ الله بها عليه (قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا)/ (الكهف:66). فموسى نبيّ الله وكليمه، وهو نبيّ من الأنبياء أولي العزم، نجده يطلب من الخضر تعليمه، فعلى الرغم من علمه ومكانته السامية عند ربّ العزة إلّا أنه أصرّ على أن يتعلم من هذا العبد الصالح، وهو بذلك يريد أن يبيّن لبني البشر أموراً منها: أنّ الإنسان مهما كان متعلّماً ومثقفاً لابدّ من أن ينهل من فيض العلوم والمعارف الأُخر، فنبيّ الله موسى (عليه السلام) وهو بتلك المنزلة العظيمة لا يستنكف أن يطلب العلم من الخضر (عليه السلام)، وهو بذلك يُعلمنا التواضع واحترام العلم والعلماء. فحريّ بنا نحن الجاهلين أن لا نضجر ونملّ من طلب العلم، حتى لو كان أحدنا يملك من الشهادات التقديرية والمراتب العالية الشيء كثيراً.