عِطرُ الجنانِ ومُعاداةُ شَرِّ الأنَام

وفاء حسن المسعودي
عدد المشاهدات : 130

تفاحةٌ من جنان الرحمن ترعرعت.. فكانتْ قرة النبيّ المرسل، لم يكن لها كفؤٌ غير أمير المؤمنين.. فهي شمسٌ يدور في أفلاكها اثنا عشر كوكباً، حجج على الناس يوم الدين.. جاهد الرسول في بيان فضلها وتلا (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ)/ (الكوثر:1).. ووقف على باب بيتها يتلو آية التطهير.. لها شمائل كالمصطفى لا تبارح التسبيح والتمجيد.. لُقّبت بسيدة نساء العالمين في الأولين والآخرين.. وما إن التحق الرسول بالرفيق الأعلى.. حتى كشّرت أنياب القوم عن ضمائرهم.. فسدّدوا لوديعة المختار أشكال التنكيل، وغصبوا حقّها في فدك.. وأسقطوا جنينها محسناً الهاشميّ، وعصورها بين الحائط والباب، وأنبتوا جرحاً ينزف في صدرها.. فذبل الغصن المحمديّ في ريعانه.. وقُطف قبل أوانه، فسطروا بأيديهم سنن التعدّي على بيت المرسلين.. فكانت صفحة سوداء لها تتمة في كتاب ملحمة الطفوف.. بأيّ وجه سيقابل القوم غداً محمداً.. وأيّ شفاعة يتأملوها من خير الورى.. هيهات، إنها الزهراء بَضعة الرسول..